للتوقيت أهميته، ولحجم المشاركة هيبتها، ولحماس المستثمرين صدى إيجابي يطوي صفحة العسرة، و”سيتي سكيب أبوظبي” ليس امتحاناً أو تحدياً للعاصمة، ولكنه رسالة.
فحوى الرسالة أن النشاط العقاري لم يهدأ أثناء عاصفة الأزمة المالية، فالمشاريع الحاضرة الجاهزة وقيد الإنشاء المعروضة في ردهات وقاعات مركز أبوظبي للمعارض، نتاج للتحدي، وثمار للزرع الطيب.
سباق مع الزمن، صعوبات تمويلية وخوف مبرر يصيب أي مستثمر في الأزمات، جلها مفاصل استوعبها المطورون، عملوا بصمت، تجاوزوا الأصعب بسواعد الإنجاز، انكبوا على العمل بروح الفريق، نفذوا في ضوء خطط لا تبني اليوم لتبيع غداً، وإنما تنفذ اليوم لبناء الغد.
عشرات المليارات من الدراهم ضخها المستثمرون في جزر السعديات والريم والصوة وياس والصحراء، ومشاريع شاطئ الراحة والعاصمة الجديدة والسوق المركزي والغربية وغيرها، ومعظم هذا التمويل تم ضخه أثناء الأزمة، ولا يزال مستمراً.
“سيتي سكيب” ينقل الرسالة مباشرة في بث حي، يستحضر المستقبل المستدام للعاصمة، هنا أجنحة للسكن لمختلف الشرائح، وهناك حصة للسياحة العالمية والترفيه، وثمة زاوية للاستثمارات والتجارة، ومساحات لاستعراض البنى التحتية، تحت سقف واحد.
أبوظبي بثوب 2030، لا عشوائية في الطرح، ولا تخبط في التنفيذ، هناك خطة وأهداف وآليات ونتائج، وهذه تحسب لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، ودائرة الشؤون البلدية.
باختصار، هناك أبوظبي مصغرة داخل “سيتي سكيب”، و”سيتي سكيب” كبير في العاصمة طوال العام.
في جعبة المعرض الكثير ليبوح به، مشاريع جديدة بحلة طالما سعت لتحقيقها مراكز صنع القرار، دون شعارات، فالشراكة بين القطاعين العام والخاص حقيقية، هذا يخطط ويحدد ملامح المشروع، وهذا يطور وينفذ باقتدار.
ولا يمكن تجاهل أن زيادة المشاركين بنحو 5% مقارنة بالعام الماضي أمر يسجل لصالح المعرض، حتى لو جاءت طفيفة، ولكنها كفيلة بمنح الثقل والأهمية للحدث.
عقارات أبوظبي في “سيتي سكيب” لا تبحث عن الثقة، بل تمنحها، وتبث التفاؤل في روح أصحاب القرار والمستثمرين وسكان العاصمة.
أقول للزوار والمشاركين، من لم يكتف بـ”سيتي سكيب”، فليتجول في أبوظبي، ويتنقل بين مشاريع عملاقة كانت قبل أشهر رسومات على ورق، واليوم تدب في أركانها الحياة.

baha.haroun@admedia.ae