تشهد العاصمة هذه الأيام انطلاق فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، واُستهلت أمس باجتماعات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة«آيرينا»، وستشهد العديد من الأنشطة والملتقيات والقمة العالمية لطاقة المستقبل، وكذلك قمة مستقبل الاستدامة.
درة الفعاليات يوم غد بحفل توزيع جوائز زايد للاستدامة مع الافتتاح الرسمي للأسبوع الذي تعود انطلاقته الأولى للعام 2008، ونجح في ترسيخ مكانته كأحد أبرز الملتقيات العالمية في مجاله، بفضل ما يحظى به من رعاية ودعم قيادتنا الرشيدة، وحرص العديد من أبرز قادة العالم على المشاركة فيه للاستفادة من هذه المنصة العالمية التي تضع الخطوط العريضة لاستشراف ملامح مستقبل الطاقة والاستدامة، وقد أصبحت الإمارات من اللاعبين الرئيسيين في المجال، ومحل تقدير العالم لإسهاماتها فيه، التقدير الذي عبر عن نفسه من خلال اختيار أبوظبي مقراً لوكالة «آيرينا» كأول وكالة تابعة للأمم المتحدة خارج أميركا الشمالية وأوروبا.
مدينة «مصدر» التي تحتضن مقر الوكالة واحدة من قصص النجاح الإماراتية كأول مدينة في العالم خالية من الانبعاثات الكربونية والنفايات، ليس ذلك فحسب، إنما من صور الالتزام الإماراتي لمشاركة العالم تقديم الحلول لمواجهة تحديات الطاقة وتحقيق الاستدامة.
من«مصدر» وملتقيات وقمم أسبوع أبوظبي للاستدامة خرجت العديد من الحلول والمبادرات لمساعدة الكثير من المجتمعات على تجاوز التحديات. شاهدنا الإسهام الإماراتي في إقامة محطات الطاقة الشمسية في جزر المحيط الهادي ومنطقة بحر الشمال وغيرها من المناطق في أفريقيا على الرغم من كون الإمارات في صدارة الدول المؤثرة في إنتاج النفط. بل أصبحت اليوم تقود التحول العالمي في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة انطلاقاً من استراتيجيتها الوطنية 2050 والهادفة للوصول إلى الهدف المتمثل بتنويع مزيج الطاقة في الدولة إلى50% من الطاقة النظيفة. كما أصبحت الإمارات منارة عالمية لتقديم الحلول في هذا المجال.
بلغة الأرقام بلغ إنتاج الطاقة المتجددة في الإمارات حالياً 1800 ميجاواط بعد أن كان لا يتجاوز الـ 10 ميجاواط عام 2009. وأنجزت «مصدر» مشاريع بقيمة 13 مليار دولار بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين. كما أن صندوق أبوظبي للتنمية موّل 70 مشروعاً للطاقة النظيفة بقيمة4.4 مليار درهم في مناطق دول المحيط الهادي وكذلك جزر الكاريبي.
هي رؤية والتزام قيادة بالمستقبل، علمتنا أن نقول دائماً في الإمارات: أهلاً بالمستقبل، ومرحباً بكل حريص على المشاركة في بناء المستقبل.