مع الزوجة تعيش بحب أو احترام، ومع غيرها لا تعيش إلا بالحب. الزوجة الرائعة تلهمك البقاء بين يديها، حتى بدون الحب، ومع سواها يكون الحب هو الدافع للاستمرار، في علاقة متوجة بعاطفة قد تكون أقوى من العلاقة الزوجية. مع الزوجة تكون أنت العربة، وتكون هي الحصان، ومع غيرها تكون أنت الجواد، وهي العربة.
في الزواج هناك قوة عظمى تتوسط العلاقة الزوجية، وهي بناء أسرة تنعم بسلام، وخارج الزواج لا قوة غير الأحلام، الذين يتحدثون عن الحب، هم أكثر الناس خيانة للحب، الحب كائن صامت، لكنه ممسك بتلابيب حياتك إلى الأبد.
الحب مثل الهواء، تحسه ولا تراه، وإذا اشتد يصبح عاصفة، لا تبقي ولا تذر، إنه مثل الولادة، قد تكون عسيرة وقد تكون يسيرة، ولكن في كلتا الحالتين، أنت تحتاجها، ولا تستطيع العيش بدونها، لأن في الحب تنمو أشجار الحياة، وبدونه تكون الحياة مجرد أعشاب شوكية وخّازة إلى درجة الإدماء. الزواج ليس لأجل الحب، بل لإكمال دورة الحياة، الحياة دائرة، محيطها أنت، ومركزها الزوجة، إن انكشف المحيط بدا المركز مجرد نقطة سوداء على جبين الحياة، وإن زال المركز، بدا المحيط مجرد غرفة دائرية مغلقة على فراغ معتم. الزواج ورطة لذيذة، تفقد حلاوتها عند أول كذبة، وتنتهي عند آخر
نظرة شك. ما بين الزواج والحب، مسافة طويلة، لا تقربها الكلمات، وإنما تقرب أمتارها نظرة صادقة من غير شروط. في الزواج تكبر الأنا، وقد تصبح هي الحاضرة في غياب الشخص، وفي الحب تذوب الأنا إلى حد التلاشي ويحضر المحب. يكون في الزواج قاسم مشترك، هو تحديد الأنا، وفي الحب يصبح القاسم هو الواحد المتحد من اثنين.
في الزواج، ترتفع حدة الجرأة في الاختلاف، وفي الحب يصبح المختلف واحداً، فلا توجد في الحب مختلفات في البوح، وإنما مترادفات، ويتخلص القاموس اللغوي من الكلمة ونقيضها، لأنه في حالة الحب لا حاجة إلى الكلام، طالما حضرت المشاعر، حيث في الحب تصبح المشاعر بحر الشعر الذي تنمو فيه القصيدة، وتترعرع أبياتها على ضفاف دفقتين، من قلبين أصبحا واحداً، في لحظة التداخل بين سحابتين، رضابهما مطر الحياة.