بالأمس توحدت قنواتنا الفضائية في موقف وطني يجسد المسؤوليات الكبيرة التي ينهض إعلامنا الإماراتي في التصدي لكل ما يهم الوطن والمواطن، وذلك باستضافته أحد المنشقين عن التنظيم السري لجماعة «الإخوان» الإرهابية عبد الرحمن بن صبيح السويدي، ليكشف ويفضح الأساليب الخبيثة للتنظيم المأفون للتغرير بالشباب لاستغلالهم لتنفيذ أجنداته واستقطاب مختلف فئات المجتمع، وبالذات الشباب والمرأة ورجال الأعمال، تحت واجهات العمل الخيري والاجتماعي والرياضي.
تجيء استضافة الرجل في إطار الحرص على أن تصل هذه الرسالة المهمة للجميع، وبالذات للشباب، حول غايات التنظيم الذي عمل جاهداً على التشكيك في شرعية الحاكم، بعد أن بايع الشيطان المتمثل في «المرشد»، والعمل على الانتقاص والتقليل من منجزات ومكتسبات القيادة الرشيدة لصالح «الخلافة» الوهمية، للقضاء على قيم الولاء والانتماء للإمارات وقيادتها الشرعية التي تربى عليها أبناء الإمارات.
كنت من بين عدد من الزملاء الإعلاميين الذين غطوا وقائع جلسات المحاكمات التي جرت لعناصر التنظيم الإرهابي، وقال قضاؤنا العادل كلمته فيهم، وتكشف كيف كانوا على استعداد لسفك الدماء باسم تحقيق الحرية، واستعدادهم لنشر الخراب والدمار. وقائع مسجلة بالصوت والصورة وهم يجتمعون في المزارع والمجالس يرسمون لمخططهم الإجرامي والإرهابي، منتشين بما اعتقدوا أنه «ربيع عربي»، ولكن يقظة العيون الساهرة لأجهزة الأمن، والتفاف وتلاحم أبناء شعبنا حول قيادتهم، أجهضت غاياتهم الخبيثة.
في لقاء ابن صبيح أمس، تناول الدور التخريبي لقطر، وهي تمد بالأموال والدعم عناصر التنظيم الإرهابي الدولي والعربي وخلاياه في منطقتنا الخليجية، بما في ذلك «التنظيم السري» في الإمارات، والذي تم حله في الإمارات بأمر من المحكمة الاتحادية العليا لدى إسدال الستار على القضية، وصدور الأحكام بحقهم في صيف عام 2013. وكذلك الدور التآمري لتنظيم الحمدين في جعل قطر ملاذاً للإرهابيين الفارين من بلدانهم، وإِيوائهم، وتوفير الأموال لهم، وما تقوم به أيضاً قناة الفتنة والتحريض «الجزيرة» كمنصة لهم، لنشر الأكاذيب والتطاول على بلدان وقيادات الدول التي تصدت لهم ولمخططاتهم الإجرامية والإرهابية.
بقى أن نقول أن «كبنجارا» هو عنوان الكتاب الذي ألفه ابن صبيح عن تجربته مع التنظيم الضال، وتعني بلغة «الملايو» «خذه للسجن»، عقب أن تم اعتقاله في إندونيسيا، لحمله وثائق مزورة، ومن ثم تسليمه للسلطات الإماراتية، وطبعاً السجن هو المكان الطبيعي لكل مجرم وإرهابي يتآمر على وطنه.