المطر مفردة العشق والحب والجمال، كلمة واحدة تسري في الوجدان والروح وتحلق بك إلى عالم سماوي بديع. ما أروع هذه الكلمة وما أكبر تأثيرها، فقط أن تقول للحبيب، للصديق للناس جميعاً، أنت المطر، أنتم الغيث، أنتم ماء السماء وعطاء السحابة والديمة. لي صديق جميل ورائع يجمع اسمه بين الجمال والمطر، جملة لاسم وكأنه تم تركيبه بعناية فائقة، أن ذكرت المطر تذكرت الجمال، وأن بادأت بالجمال تذكرت المطر، هكذا يأتي المطر بمفردات كثيرة وبديعة، فقط اترك لخيالك التحليق وسوف تكتشف ما يتركه المطر في الذاكرة أو التداعيات والإزاحات والأفكار المحلقة المزهرة البديعة، خاصة في أرض هي جزء من الصحراء والعشق الأبدي عند الصحراوي للمطر، كل شيء يتوقف ويرتعش الشعور والإحساس بالحب والصفاء والجمال وزهو الحياة عندما يأتي المطر، وتجد أنك تقول من أعماق الجوف، مطر.. مطر.. مطر.
اليوم تأملت نخيلات البيت، وهي تغني مع الريح للمطر، ترقص الجريد و«الخوص» المبتل بالمطر مع كل هبة هواء ونسمة ريح وقطرة مطر، كم هي زاهية وجميلة النخيل تحت المطر ورائعة أصوات سعف النخيل مع زخات المطر وهبوب الشمال الخارجة للتو من البحر، هذه الصورة البديعة كانت تأتي على امتداد سواحل الإمارات ومدنها وتغني مع النخيل لصفاء هذه الأرض الجميلة.
وقفت طويلاً تحت المطر أتأمل لوحته البديعة مع النخيل والأشجار وطيور النورس العابرة بخفة إلى البحر، إنها حالة لا تحصل كثيراً إلا في هذه الفترة الرائعة من جو الإمارات ومواسم المطر، وطلع النخيل.
لن تجد أجمل من هذا الفصل الشتوي الفريد في الإمارات، خاصة عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم والسحب. هو فصل للحب والجمال ودعوة مفتوحة للجميع للفرح بهذا المطر، وبهذه النخيل التي عمرت بها كل المدن والساحات والمناطق.
استوقفني في بعض شوارع مدينتي استبدال أشجار أخرى بأشجار النخيل الجميلة التي صعدت إلى السماء بعلو وشموخ، وكأنها منارات تستقبل المطر قبل أن ترحب به التربة، وكأن هذه الشامخات الرائعات من النخيل لم تعجب من قام باقتلاعها واستبدالها، وحده لديه المبرر ولديه الأمر ولا يهم إن كان ذلك يعجب الجمهور والناس، كنا نأمل أن يكون للنخيل تقديرها وديمومة حضورها ووجودها.
نعم لا توجد شجرة أجمل من النخلة مهما كانت مزهرة وذات ورود وأزهار أو ظل، مع ذلك، ما أجمل أن نستمتع بالمطر والنخيل في أماكن أخرى.