تحدثنا بالأمس عن الدور التخريبي لتنظيم «الحمدين» في العلاقات الخليجية خصوصاً والعربية إجمالاً من واقع شهادات الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للتاريخ، والتي نشرتها تباعاً «الإندبندنت العربية». وقد سخرت قطر كل الأبواق ومنصات الارتزاق الإعلامية التابعة لها لدق الأسافين بين الشعوب ونشر الفتن والتحريض والتطرف ودعم الإرهاب بالترويج له وتمجيد وتلميع رموزه ورعاته ودعاته، وإتاحة الفرصة لهم للظهور عبر تلك المنصات لنفث سمومهم وعقدهم وأمراضهم.
أحدث تلك الإطلالات كانت عبر قناة الفتنة والتحريض «الجزيرة» وهي تستضيف مهرجاً، يدعى علي حسين البجيري يلقمه المذيع ما يقول لينفث أحقاده واتهاماته الباطلة بحق الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة، والدور الكبير الذي يقوم به التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وإنقاذ موطن العرب مما يعانيه من وضع معيشي وإنساني متردٍّ بلغ الحضيض، وموت متنقل وأوبئة متفشية بسبب ممارسات الميليشيات الانقلابية الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، ووجود فئات من متصدري المشهد في اليمن من المتاجرين بمعاناة شعبهم والمنتفعين من إطالة الحرب كأمثال البجيري الذي لا يمثل شرفاء اليمن ولا أحرار أبين، وإنما نفسه وأوهامه الخربة.
إن ما قدمته الإمارات لليمن ليس بحاجة لشهادة أمثال هذا القزم ممن يظهرون عبر منصة مثل هذه، خسيسة خسة الذين يشرفون عليها، فقد بذلت الإمارات ما هو أغلى من المال والمساعدات، بذلت دماء أبنائها الذين استشهدوا على أرض اليمن لكي ينهض اليمن من جديد، وتولت من خلال هيئاتها الإغاثية والإنسانية ومع الأشقاء في المملكة تأهيل وتهيئة المرافق وإعادة الحياة والأمل من جديد لهذه البلاد المنكوبة بنفر كالبجيري ممن لا ولاء لهم أو انتماء سوى لمن يدفع أكثر، ففاقموا من معاناتها وشعب اليمن.
مئات الجرحى والمرضى اليمنيين يعالجون في الخارج على نفقة الإمارات، وأطنان المساعدات تتدفق من بلاد «زايد الخير» على اليمن، وأيادي الإمارات تمتد لإعادة تأهيل البنية التحتية بما فيها المطارات والموانئ، ثم يأتي موتور كالبجيري يريد تشويه ما يجري لإرضاء أسياده في الدوحة.
الحقيقة أن وقف مثل هذه الافتراءات يتطلب وقفة حاسمة للشرعية الهشة المتناثرة بين الفنادق وفي المنافي للجم المحسوبين عليها ممن يسيؤون للتحالف وللدور السعودي الإماراتي المشرف في اليمن.
قديماً قال الشاعر:
لو كل كلب عوى ألقمته حجـراً
لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار