في سياق المنهج العلمي، تضع الإمارات المسلمات في خدمة سلامها وأمنها، ورغد عيش شعبها ورخاء من يطأ أرضها.. هذا النعيم الثقافي، يقدم للإنسان بشكل عام مائدة ثرية، بالمعاني والدلالة ويسرج خيول الطموحات إلى غايات قد تبدو مستحيلة لدى بعض المجتمعات، ولكن في الإمارات أصبح المستحيل غاية ورواية، والجميع بدءاً من القيادة، مروراً بالشعب، على سواء السبيل يذهبان وعند مستقيم التطور تمضي عجلة المركبة، بكل جدارة واقتدار.. في الإمارات العائلة الواحدة، تشكل وطناً متلاحماً، هذا الانسجام قاد إلى روح الأبوة، ومشاعر النبوة، الأمر الذي خلق واقعاً استثنائياً يتمتع بفرادة عالية الجودة.. عندما تقول القيادة إنها والشعب في فصل واحد، تحت سقف واحد، فهذا يعني أن المسؤولية محددة، في ضمير الكل، وأن الالتزام الأخلاقي هو جماعي تجاه نهضة الوطن، ورقيه وتطوره.. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يضع الشباب في سلم الأولوية، ويخص من هم في دائرة العمل والإنتاج، لأنه على يقين من أن هذه الفئة، هي قيادة المستقبل، وهي البوصلة التي تشير إلى الأفق وأبعاده المديدة، إذاً نحن أمام رؤية مختلفة، وأمام نظرية فلسفية تضع الحلم في مقابل الواقع، وتخضع الواقع، لحقيقة دافعة لا مجال للحياد عنها لأنها تشمل المطلب والهدف، الأمر الذي يجعل الالتفاتة يمنة أو يسرة ممنوعة ما عدا الاتجاه صوب قرص الشمس الذي يكمن في داخله وضوح الرؤية، وهناك تستقر الأهداف السامية، وتتفرع أغصان الشجرة المثمرة.. نحن هنا أمام دولة، استدرجت الماضي ليصبح جزءاً من الحاضر، ودفعت بالحاضر ليصير عند شغاف المستقبل، حتى توحد الزمان في المكان وصار الليل والنهار، سوياً تحت ضوء الرؤية المشرقة، ولم يعد هناك نجوم في السماء غير نجوم الذين يعملون ويثابرون ويبادرون وينسجون خيوط الحرير، بحب وتفان من أجل أن يظل الوطن، قماشة مرهفة منقوشة، بحبر القلوب، ولونها من مقلة العين، ورمشها.. نحن أمام دولة تخلصت من إسقاطات العجز وتحررت من دواعي الانتظار، فالزمن هو المركبة، والمحرك ضمير الذين لا يتوانون عن فعل المعجزات المبهرة، ولا يترددون عن صناعة الأسطورة المذهلة لأن هؤلاء هم من إنتاج القيادة التي لا تعرف لوناً ولا شكلاً ولا حجماً للمستحيل.