كل ما يأتي من الخارج حلو.. تماماً كتلك المنتجات التي نتسوقها من المجمعات.. ربما لذلك لم يبق إلا الحكام هم الذين لم نستوردهم بعد، ما المانع لمن يشتري العطر بآلاف الدراهم ويتفنن في نوع الغترة والعقال أن ينال أيضا تلك الرفاهية الممنوعة.. سواء كان مسؤولاً، أو حتى مشجعاً.. كثيرون في دورينا أجانب.. أربعة محترفين، ولو كانوا عشرة لقبلنا ومدربون من جنسيات عدة ومساعدون وأطباء.. لماذا نرفض الحكام.. لماذا في ثوب الكرة كل تلك الثقوب ونقبل فقط رقعة الحكام. أمس.. كنت في ذات القضية، وقبل أمس والعام الماضي وفي كل عام.. جدل لا يتوقف حول الحكام.. واتحاد الكرة كثيراً ما يناور، فقد تحدث قبلاً عن تبادل الحكام لكن الأمر نام.. كأننا نترك للساحة فرصة للجدال.. كأننا نرفض راحة البال. أمس ظن من ظن أنني أعنيه، وهو أمر لا أحبه ولا أرتضيه.. كانت رسالة، وكانت جرس إنذار ودعوة لعدم اللعب بالنار.. لم أقصد أحداً، وإن عنيت الجميع، فإن كانوا المسؤولين، فنحن النقاد والمشجعون.. نحن كل الكرة.. نحن من يهتف، ومن يحزن ومن يفرح. بعد زاوية أمس، حدثني صديق أثق في رأيه ورؤيته.. اقترح أن تناقش عمومية اتحاد الكرة المقبلة أمر استقدام الحكام الأجانب، وأن يتفق الناديان على الطاقم، فإن اتفقا تحملا نفقاته، ودفعا مبلغاً إضافياً لصندوق تطوير الحكام المواطنين. ولِمَ لا.. لنرى ماذا يفعل الأجانب وهل هم منزهون عن الخطأ.. ليكن لدينا باب جديد للجدل «صناعة برااا»، فلن يتوقف الجدل، وليرى حكامنا أفعال المستورد، ونقارن ما لدينا بما لديهم فلن يدير كل المباريات أجانب..اجعلوها منافسة مفتوحة، وامنحوا الأندية هذا الترف.. حطموا تلك الشماعة، وإن كنت على ثقة أنه لن يأتي يوم بلا شماعات في دوري الأمنيات. إنها الكرة.. لا شيء فيها غير قابل للنقاش، وحجة الإبقاء على الحكم المواطن سيداً للملاعب ليست كما نروج لها فحتى الآن وطوال عقود ليس لدينا علي بوجسيم جديد وحتى تلك الإرهاصات الشحيحة على طريق الحكام لا تحول دون النظر خارج الصندوق.. امنحوهم ما يريدون وليتحملوا تكلفة ما يريدون وساعتها سننتظر وينتظرون. أمس، وحين كتبت عن تغريدات المغردين.. كنت وما زلت أخشى أن يتجاوز الأمر حدود التغريد إلى التهديد ويتجاوز التصريحات إلى الإملاءات.. هو دوري وهؤلاء أركانه، فامنحوهم ما يريدون، وامنحوا الحكام أيضاً ما يريدون.. وازنوا بين أطراف المعادلة وعلى الحكام أنفسهم ألا يرفضوا الأجانب، فطالما أنها منافسة، فالميدان يا حميدان. كلمة أخيرة الأجانب ليسوا بدعة..التمسك بخيار وحيد يرفضه البعض هو البدعة.