أخيراً نطقت الأمانة العامة لبلديات الدولة، وخرجت عن صمتها لتبرئ ساحة عصير ''كابري صن''، وتقول لنا إنها قامت بمسوحات وتحاليل مخبرية عن طريق أجهزة التفتيش ومختبرات الأغذية داخل الدولة، وقد أثبتت هذه المسوحات أن شراب المانجو والبرتقال المنتج تحت ذلك الاسم التجاري خال من التلوث· جاء التطمين متأخراً لأكثر من أسبوع وربما أسبوعين، فدخلت المسألة متاهات الروتين الخاص بهذه الدوائر، ''من كتابنا الى كتابكم''، وخلال هذه الفترة انتشرت ''المسجات'' حول الكرة الأرضية· خبر التلوث قيل إن أول شرارته انطلقت من مقصف مدرسة في أم القيوين، ومنها الى برامج البث المباشر وغيرها من القنوات· ودب الرعب في قلوب الأهالي والبعض منهم بعد أن حذروا صغارهم من هذا العصير، توجهوا بأنفسهم الى البقالات المجاورة ومقاصف المدارس ليتأكدوا من خلوها من ذلك المنتج، الذي جاءت براءته متأخرة جداً جداً، بمقاييس التعامل مع هذه النوعية من القضايا التي تمس السلامة والصحة العامة· إن تأخر الرد على الإشاعات وعدم طمأنة الجمهور بصورة فورية وفي الوقت المناسب يتيح الفرصة لهذه الإشاعات لتعيش أطول فترة ممكنة وتدوم، ويبدأ في تصديقها الجمهور الذي يعيش قلقا ورعبا حقيقيين، ويتأذى منه أكثر صاحب المنتج الذي يجد نفسه في أتون معركة كبيرة لاستعادة ثقة الجمهور بمنتجاته· والواقع أن من يتصفح بعض منتديات الانترنت، يجد قائمة طويلة من المنتجات الغذائية والعقاقير الطبية ومستحضرات التجميل المتداولة في أسواقنا تثور حولها العديد من الشكوك، ومع ذلك لا نجد من يطمئننا بشأنها· الجهة الوحيدة التي تستحق التحية على سرعة ''وأد'' الإشاعات هي ''اتصالات''، ولا زلت أتذكر تبديدها لإشاعة تلك ''المسج'' أو الرقم الذي يستهدف الهواتف النقالة، ومنها ينتشر الى جسم الإنسان لتدمير خلاياه العصبية، لأن المسألة بالنسبة لاتصالات فلوس وخراب بيوت!، و''صح النوم'' يا بلديات·