انتهت الاحتفالات الرسمية بذكرى اليوم الوطني الأربعين لدولتنا الحبيبة، وانتهت معها حالة الاستنفار من أجل الاحتفال، لتتحول إلى حالة استنفار أخرى من أجل الامتحانات. جاءت امتحانات الفصل الدراسي الأول هذه المرة بعد عطلة اليوم الوطني مباشرة، جاءت مع أن الطلبة حاولوا تغيير موعدها وجاهد أولياء الأمور بدروهم للتأثير على موعد انعقادها، جاءت بعد فترة فرح عاشها الطلاب والوطن. هذا العام تعارضت الامتحانات مع احتفالات الإمارات باليوم الوطني الأربعين وصارت مشكلة أزعجت الطلاب والأهالي، زاد طينها بلة أن زمن الإجابة على بعض الامتحانات قصير جدا، حوالي خمس وأربعون دقيقة ما يعني أن هذه الامتحانات تحتاج لاستعداد أكبر وأعمق وأن ضياع أي دقيقة دون دراسة سيؤدي لخسارة في الدرجات وصعوبة في التركيز. بعض الطلبة لا تكفيهم خمس وأربعون دقيقة للإجابة على ثلاثة أسئلة، فكيف بالإجابات على الأسئلة ومراجعتها وتبييض بعض الإجابات التي يكتبها الطلاب بالرصاص كمسودة إجابة ثم يعيدون كتابتها بالحبر. هناك طلاب يتذمرون من وجود امتحان لمادتين في يوم واحد، وآخرون يخشون أن تسحب الأوراق من أيديهم بسبب انتهاء الوقت، كما انه ليس هناك مراعاة لقدرات الطلبة ولا إمكانية المذاكرة وسط الأجواء الحماسية التي عاشتها الإمارات كلها في عطلة نهاية الأسبوع الماضية. أود أن أعرف فقط كم من الأسر حرمت أبناءها متعة الاحتفالات الوطنية من أجل المذاكرة للامتحانات، كم من الأسر كانت تشفق على شبان يدرسون الثانوية العامة حبستهم الامتحانات عن متعة حضور الاحتفال الرسمي أو السهر مع أقرانهم في المسيرات الشعبية الحاشدة أو الوقوف لتصوير الألعاب النارية بسبب ظروف الامتحانات التي تحتاج للتركيز. أعلم أن كثيرين من الطلبة تركوا الامتحانات وراء ظهورهم وقرروا أنهم سيعيشون لمرة واحدة فقط أفراح الإمارات بيوم الاتحاد الأربعين، وهجروا الكتب لينضموا للمسيرات، لكن هذا التصرف الذي لا يلامون كثيرا عليه سيؤثر طبعا على نتائجهم في الامتحانات التي تعقد حاليا، وقد يتسبب في تدني درجاتهم خلال هذا الفصل. يبدو أن استمرار العمل بنظام الفصول الدراسية الثلاثة يحتاج للمزيد من التقييم والدراسة، خاصة وأنه تعارض العام الماضي مع أشهر الصيف التي ارتفعت حرارتها بشكل غير مسبوق بسبب التغييرات المناخية في العالم، وصار بعض الاهالي يلقون باللائمة عليه في مسألة تقلص وقت العطلة الصيفية بسبب ضيق الفترة بين نهاية السنة الدراسية وموعد حلول شهر رمضان المعظم الذي صار موعده الصيف في السنوات الأخيرة. ندرك أن هذا النظام خضع للتقييم والدراسة قبل تطبيقه، وحصرت إيجابياته وسلبياته بعد ذلك، لكن للأسف لم يتم معالجة المشكلات التي تزعج الطلاب، وتحديدا الامتحانات التي تتكدس في يوم واحد، وزمن الإجابة القصير الذي يرهب الطلاب، وهي أمور تحتاج لحلول فورية ولا تحتمل الانتظار.