في البدء نقدم خالص العزاء وصادق المواساة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي في وفاة المغفور له باذن الله تعالى نجله سعيد، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ولا نقول إلا كما يقول الصابرون: ''إنا لله وإنا إليه راجعون''· وأعود الى موضوعنا اليوم عن بعض موظفي البنوك، الذين تعتقد أنهم يعملون في سوق السمك أو الخضار، وكأنهم لا علاقة لهم بشيء اسمه احترام خصوصية العميل، وقبل ذلك احترامه كإنسان· مناسبة هذه المقدمة، ما شاهدته في فرع أحد مصارفنا الوطنية، عندما تقدمت سيدة مواطنة، تسأل بكل تهذيب واحترام موظفة الاستقبال عما تبقى في رصيد حسابها، فإذا بالموظفة تطلب منها الانتظار برهة ريثما تفتح الشاشة على حساب السائلة، ليرتفع صوتها بعد ذلك وكأنها تنادي بائع فلافل في الشارع المقابل، بأن حسابك كان كذا، وبتاريخ كذا سحبت هذا المبلغ، وبدأت في سرد عمليات السحب التي جرت من الحساب ليعرف الحضور وجيران البنك في الأدوار العليا ما للسائلة وما عليها، فلم يكن من الأخيرة إلا المسارعة بالخروج وقد غمرها الارتباك، مشيعة بنظرات فضوليين تلقوا معلومات مجانية عن أدق المعلومات المالية المتعلقة بها، دون وجه حق، سوى أن موظفة تفتقر الى أبسط قواعد التهذيب واللباقة سمحت لنفسها بإفشاء هذه المعلومات، في وقت كان فيه بالإمكان إحالة هذه السيدة أو غيرها من مراجعي البنك الى موظف مختص، يجلس العميل أمامه بكل احترام ليشرح له منفردا ما التبس عليه من أمر يتعلق بتفاصيل حول حسابه المصرفي· مثل هذه الواقعة تتكرر بصور وأشكال مختلفة في العديد من مصارفنا، وخاصة المحلية التي تتفنن في تدريب موظفيها على قضم حسابات عملائها تحت مسميات وذرائع شتى، وتتناسى تعليمهم احترام العميل الذي به تضخمت أرباح هذه البنوك·