تتسابق الجهات كافة وأبناء الوطن لغرس “شجرة الاتحاد”، في تفاعل شعبي ورسمي واسع مع المبادرة السامية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ضمن استعدادات الدولة للاحتفال بيوم غالٍ في تاريخ الإمارات، وهو اليوم الوطني الحادي والأربعون لقيام الدولة، والذي يحتفل به هذا العام، كما العام السابق تحت شعار “روح الاتحاد”. تمثل شجرة الغاف التي اختيرت رمزاً للمناسبة مكانة خاصة في الذاكرة الشعبية لأبناء الإمارات، ولكن الأمر لا يتعلق بمجرد شجرة، قدر ما يحمل من دلالات عدة، لعل في مقدمتها هذا الحب الكبير للقيادة الرشيدة، وتنفيذ كل مبادرة تطلقها كبيرة كانت أم صغيرة، فهي صورة من صور الالتفاف الشعبي والتلاحم والإجماع الوطني. ويعبر أيضاً عن مكانة هذا اليوم المجيد في القلوب، وما أثمرت عنه المسيرة الاتحادية المباركة من خير عميم غمر أرجاء الوطن كافة منذ المراحل المبكرة لقيام الدولة، وتعزز في ظل خليفة الخير بالمبادرات المتنوعة للقيادة الرشيدة في مختلف المجالات والقطاعات التي تمثل إضافة نوعية إلى المسيرة التنموية الشاملة والمستدامة. يمثل”الاتحاد” للإمارات وعطاءاته كالشجرة المباركة الطيبة، يستفيء بظلالها الجميع، وينعم بخيراتها في مجتمع متآلف يعد مثالاً في التسامح والتعايش، وهو يحتضن عشرات الجنسيات من مختلف ثقافات وبيئات متنوعة، وفدت إليه طلباً للعيش الكريم، من دون أن ينال ذلك من منظومة القيم التي نشأ عليها. وخلال الأيام القليلة الماضية أيضاً، تفاعلت مختلف شرائح المجتمع مع المبادرة التي دعا إليها للعام الثاني على التوالي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية برفع علم الدولة فوق كل بيت، والتي حملت شعار «فوق بيتنا علم». وحرص سموه على زيارة المواطن الذي ألهمه الفكرة العام الماضي. إن هذا التفاعل والتلاحم الذي يميز أبناء الإمارات والمجتمع هو المكسب الذي تحقق على أرض الإمارات، ويمثل القوة المنيعة لها التي حاول البعض من أصحاب القلوب والنفوس المريضة اختراقها، وهم يتخفون وراء شعارات مستوردة ذات ارتباطات خارجية مريبة سرعان ما اندحرت وانكشفت أمام الجميع بفضل من الله ومتانة اللحمة الوطنية. لذلك فإن هذه المبادرات الكريمة بما تحمل من دلالات رمزية تمثل الرصيد الحقيقي للإنجازات والمكتسبات التي تحققت لأبناء الإمارات. وما حجم التجاوب مع مبادرة “شجرة الاتحاد” و”فوق بيتنا علم” إلا صور لما يتسابق الجميع للعمل من أجل التعبير عن الالتفاف حول القيادة، وإبراز فرحة الانتماء لوطن العطاء، والاعتزاز بما تحقق على أرضه في غضون سنوات قليلة، بفعل رؤية حكيمة استشرفت المستقبل وأمسكت بأدواته في لحظة تاريخية. فكان النهج والطريق واضحاً جليا لا يحتمل اللبس أو الانحراف عن جادته، على الرغم من الأمواج واللجج العاتية التي صاحبت إبحار سفينة الاتحاد في أحوال وظروف متقلبة مرت بها هذه المنطقة التي تتقاطع فيها مصالح العالم بأسره. مناسبة كريمة نستدعي فيها مآثر شجرة الاتحاد وراية الاتحاد التي تجمع الجميع وتحفزهم لإطلاق قدراتهم، من أجل أن تظل خفاقة في محافل البذل والعطاء والتقدير والتكريم. علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae