كلما أقرر عدم الكتابة عن الإمارات تجبرني الإمارات أن أكتب عنها، ويعتقد البعض «الساذج» أنني أنافق لهذه الدولة، أو أريد منها ومن شيوخها شيئاً، ولكني أعذرهم لأنهم لم يعيشوا في هذا البلد الطيب المُبهر في كل أركانه، بدءاً من طيبة وحنكة وتواضع قيادته، وصولاً إلى شعبه الراقي الواعي الذي يحترم الآخرين بكل أطيافهم ومعتقداتهم وحتى اختلافاتهم في الرأي معه، شعب وصفه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بأنه الثروة الحقيقية على هذه الأرض، وقال «إن الإنسان هو أساس أي عملية حضارية، اهتمامنا بالإنسان ضروري، لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر، ومهما أقمنا من مبان ومنشآت ومدارس ومستشفيات، ومهما مددنا من جسور، وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه، وغير قادر على الاستمرار، إن روح كل ذلك الإنسان، الإنسان القادر بفكره، القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها». إبهار الإمارات مستمر إن كان خلال استضافتها للفعاليات الكبيرة، وآخرها مؤتمر دبي الدولي التاسع الذي أصبح مقصداً سنوياً لكبار صناع القرار الكروي في العالم، والأهم أنهم يحرصون على المشاركة فيها حتى لو على حسابهم، واستطيع تعداد العشرات من النجوم الذين جاءوا للحضور على نفقتهم، وحتى أكون أميناً مع نفسي، وكثير منهم اصطحب عائلته وأولاده، وقضوا رأس السنة في دبي أو أبوظبي، فيما دفع الآلاف من «تحويشة العمر»، كي يحضروا مباراة ريال مدريد وإي سي ميلان، وسمعت أن سعر البطاقة وصل إلى 13 ألف درهم، ومع هذا لم يستطع البعض تأمينها، مباراة كانت حلماً بالنسبة لعشاق الفريقين، ونجومهما وكل الشكر لطيران الإمارات ودائرة دبي للسياحة ولمجلس دبي الرياضي ومجلس أبوظبي الرياضي على استقطاب النجوم والأندية والمنتخبات التي لم تعد تجد مكاناً أفضل من الإمارات لتعسكر فيها استعداداً لأي بطولة كبيرة، وجاءت ساعة الإبهار الحقيقية في ليلة رأس السنة الميلادية، وفي برج خليفة تحديداً، وشاهد العالم كله كيف يمكن للإمارات أن تجعل من كل ثانية تمر حدثاً لن ينساه العالم أبداً. كل عام وأنتم بألف خير