في ملتقى الصحافة السنوي الذي تقيمه كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان، والذي استضافني مع الزميل مصطفى الزرعوني، للحديث بشأن«الصحافة الورقية والإلكترونية، الواقع والتحديات»: - وجدت البعض ما زال يميل للصحافة الورقية، وبشيء من الحنين، ولديه خوف عليها كمعطى حضاري، وكأنها إرث يجب المحافظة عليه، رغم أنه غالباً ما يطالع الصحف من خلال الشاشة أو من خلال جهازه النقّال، ولا يملك اشتراكاً منزلياً، ولا مكتبياً للصحف، ويجد عناء من اقتنائها من محطات البترول، خاصة بعد أن غاب تحفيز بائع الصحف من الشوارع! - البعض لا يدرك أن التحول من الورقي إلى الإلكتروني ضرورة، يفرضها العصر، ولغته، وحساباته، ويفضلها الإنسان الجديد، والذي سيعرف لاحقاً بـ«المواطن الكوكبي» أو «E.Citizen» لسهولة الحصول عليها، والتعامل معها، من مصادر مختلفة، وجهات متعددة، بلا تكلفة، ولا مشقة، ولا حتى حيز في المكان! - منذ إن اختطت صحيفة «سانت خوزيه ميركوري» الأميركية عام 1993 نشاطها بالصدور إلكترونياً، ومن ثم تبعتها عام 1994 صحيفتا «ديلي تلغراف» و«التايمز» اللندنية، والهرولة للنشر الإلكتروني في ازدياد لا يتوقف، وهو يأخذ في طريقه الكثير من الصحف الورقية السيّارة! - قد يفسر البعض أن هناك مناطق في أميركا اللاتينية ازدادت الصحف الورقية بنسبة 14.2 في المائة، وكذلك الأمر في بعض دول آسيا وأفريقيا، بنسبة 16 في المائة، لكن هذه دول فقيرة في كل المعطيات، ومعدمة، وتعيش على الكفاف «إلكترونياً»! - يقول: «فيليب ماييرز» صاحب كتاب«النهاية الحتمية للإعلام الورقي»، إن نهاية المطبوع الورقي ستكون عام 2043، ويقول «مردوخ» القطب الإعلامي العالمي، يكفي لندن في سنواتها العشر المقبلة، صحيفة واحدة، بدلاً من ثلاث صحف تحرك حياة الإنجليز! - هل الموجود لدينا عربياً صحف إلكترونية؟ أم هي صحف ورقية متحولة، ومستنسخة إلكترونياً؟ كنوع من التحايل لن يعيش طويلاً أمام الصحافة الإلكترونية الحقيقية! - لقد بكرت بعض الصحف بقرارها الشجاع التحول للصحافة المستقبلية الإلكترونية، مثل: «شيكاغو تربيون»، مجلة «التايم» و«كريستيان ساينس مونيتور»، و«فرانس سوار» و«الجارديان» وملحقها الأسبوعي«الأوبزيرفر»، و«معاريف»، وأكثرهم شهرة مجلة «نيوزويك» الأسبوعية التي تسمت «نيوزويك غلوبال»، وبعد 80 عاماً من الورق، ودعت قراءها بغلاف بالأبيض والأسود مكتوب عليه:«Last Print Issue»! - الموسوعة البريطانية العريقة غيرت جلدها «إلكترونياً»، وبعد.. لدي تساؤل، هل ما زال البريد يعتمد في نقل الرسائل على الدواب والبغال والأحصنة مبتورة الذيل؟ ثم أين البريد أصلاً؟ وأين رسائله؟ لقد أصبحت إلكترونية!.