إن الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي، وأعز ما في وجودي، ولا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام أن أسمح بالتفريط به أو التهاون نحو مستقبله، نحن الذين رسمنا خطة الاتحاد، لم يكن ذلك عن خبرة، وإنما عن إيمان بأمتنا: إيمان بالوطن، إيمان بضرورة الوحدة، ورغبة في تحقيق المصلحة، التي لا تدرك إلا بالاتحاد”. هكذا كانت رؤيته للاتحاد وهذه هي فطرته التي لم تخذله، وهكذا بدأ، وهكذا حقق راعي الأمة المغفور له بإذن الله، والدي وسيدي الشيخ زايد، رحمه الله، وباني دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر عام 1971 حلماً أعاد لهذا الوطن وحدته وأسقط كل عوامل التجزئة، وجعل من أرض الإمارات نسيجاً مركباً يتمتع بكل صفات الانسجام، ويمتلك كل عناصر التقدم والرخاء. كان شغله الشاغل رحمه الله، تحقيق السعادة والرفاهية للمواطن إيماناً منه أن سر نجاح الاتحاد هذه اللبنة، ومن أقواله “إن أهم إنجازات الاتحاد في نظري هي إسعاد المجتمع عن طريق توفير جميع سبل الرفاهية والتقدم لهذا الشعب”. ولم يكن خلفه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أقل إيماناً بقوة هذه الدولة بالاتحاد فأكمل مسيرة والده وعززها وقواها، مؤكداً “أن الثاني من ديسمبر 1971 سيبقى على مر الزمان الحدث الأعظم قيمة في تاريخ الإمارات. والأكثر تأثيراً في مستقبلها، لاينضب نبعه، أو يخف صداه، وأن الاتحاد كان حلماً فأصبح حقيقة. وكان الاتحاد أملاً فأصبح واقعاً يرتكز على أرضية صلبة قوية نتيجة للإيمان الراسخ بضرورته الملحة والرؤية الصافية لأهدافه الحاضرة والمستقبلية، وأن شمس الثاني من ديسمبر استطاعت أن تساير حركة التاريخ والتطوير، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تنهض اليوم برجالها وتزدهر بسواعد أبنائها وبإرادة قيادتها المخلصة”. ومن أقواله “إذا كان تاريخ الإمارات قديمه وحديثه يزخر بمناسبات العز والفخر التي لا تنسى أبداً، فإن يوم الثاني من ديسمبر سنة 1971، هي من الأيام العزيزة والغالية على نفوسنا، الخالدة في قلوبنا، لأنه اليوم الذي بارك الله فيه هذه الأرض الطيبة”. هذه هي رؤية قادتنا وأولياء أمورنا التي سعوا لها منذ أربعين عاماً، ولا يزالون يكدحون من أجل بقائها أجيالاً بعد أجيال ليظل الاتحاد شامخاً عالياً يناطح القمم، ومرسوماً في قلوبنا قبل ذاكرتنا؛ وهكذا يجب أن يكون ابن وابنة الإمارات صغاراً كانوا أو كباراً، يجب أن يعتزوا بيوم الاتحاد الذي وحد دولة الإمارات، الذي جعلها اليوم في مصاف الدول المتقدمة وفي المراتب العليا، فكل إماراتي يجب أن يضع وسط قلبه حب الإمارات وعشقها والاعتزاز بيوم الاتحاد، وكيف لا ونحن أبناء زايد وثمار الاتحاد. مريم الشميلي | Maary191@hotmail.com