والآن وبعد أن انفض السامر، وهدأت النفوس بعد ثورة المشاعر، لا بد لنا من وقفة مع هذا المنتخب الجميل، وحتى لا تذهب الرياح بقمحة الحياة، فإن هذا المنتخب، هؤلاء الرجال الأشبال، يحتاجون إلى إدارة لمشاعرهم، وتأثيث جديد لغرفهم النفسية، وحتى لا نفقد هذا الكنز وهذه الثروة الوطنية، فلا بد من مواجهة حقيقية مع هؤلاء الشباب واستدعاء أحاسيسهم في كل لحظة وحين حتى لا تضيع الفرحة، في تيه المغريات الذاتية وعنفوان الشباب، فشبابنا اليوم، وبعد الامتحان الصعب، يحتاجون إلى عناية خاصة وتوعيتهم، بأهميتهم بالنسبة للبلد، ووزنهم وما يشكلونه من بعد سيادي، واستراتيجي، للوطن، فهم اليوم ليسوا ملك أنفسهم، بل هم أبناء لكل أسرة إماراتية، هم في صلب النسيج الوطني هم في المقلة، والقبلة الأمر الذي يستوجب عليهم ألا يفرطوا باللحظة الراهنة، وألا يغيبوا عن الدرس الوطني في الدقيقة والثانية، وهذا يتطلب من الجميع، الأندية التي ينتمي إليها هؤلاء واتحاد كرة القدم ومواقع العمل، التي ينتسبون إليها، كل هذه جهات مطالبة بأن تسخر إمكانات الحفاظ على حياة هؤلاء الأبطال، وسلوكياتهم وتصرفاتهم حتى لا يغيب المعنى عن الوجوه السمحة التي شاهدناها وتابعنا إنجازها المدهش.
وأتمنى أن يصدر قرار من اتحاد الكرة، فحواه، هو أن هؤلاء الرجال جنود الاتحاد وليس الأندية، وذلك ما سوف يسهل الأمر في تخصيص الزمان والمكان، لهذه الكوكبة من المتميزين في ممارسة النشاط الرياضي بعيداً عن ضغوط الأندية والدوريات والمباريات التي قد تفسد ولا تحصد.
لا نقلل من قيمة النشاط الرياضي الداخلي، ولكن طبيعة المرحلة تستوجب التميز، والتميز يحتاج إلى تحيز نحو النخب، ومن استطاع أن يقدم درساً في العطاء وأن يبذل ما لم يستطع سواه أن يبذله.. كما أن بمقدور اتحاد الكرة أن يقوم بدور الانتقاء والاصطفاء، واختيار النماذج المبدعة، وضمها إلى فريق المدهشين، ليضمن الوطن نتائج عقود زمنية قادمة، وليرسخ قاعدة تتابع الأجيال، لضمان حق الوطن، في التميز دائماً، والتربع على عرش التفوق، وحيازة المركز الأول، في هذا الميدان الرياضي الذي أصبح لساناً للسياسة وأذناً للثقافة، ورئة للاقتصاد، وفوق ذلك كله، أنه يؤكد السيادة والريادة والفرادة، في وضع الأسماء على قمة المجد، وهذه كلمات من كائن لا يفقه في الرياضة كثيراً لكنه يقرأ جيداً تفاصيل الجملة الكروية وما تبديه الأقدام الرشيقة.


Uae88999@gmail.com