لأنها بلد عظيم، فلا عجب أننا كخليجيين وعرب نعايش كل يوم هذه العظمة، وبما أن الله شرّف هذه الأرض الطيبة المباركة بالحرمين الشريفين، فقد شرّف الله عز وجل المملكة العربية السعودية بولاة أمر من هذه الأرض، حباهم بنعمة قيادة المسلمين بعقيدة ثابتة وصافية وعقل رشيد، ورزقهم حب المعمورة. جميع رؤساء العالم يعلمون ما لهذه البلاد من مكانة، سواء على الصعيد الإسلامي أو الاقتصادي أو التاريخي أو العسكري، بل إن مجرد التفكير في أن المملكة العربية السعودية هي الصديق الأقوى والأكثر ثقة في الشرق الأوسط، يجعل الجميع يفتخر بالتحالف والتعاون معها، وهذا ما شهدناه يوم أمس بتمكنها من اعتراض صاروخ باليستي أطلق من الأراضي اليمنية وتم تدميره شمال مدينة الرياض. إن القوة العظمى تكشف عن نفسها بإنجاز الأشياء الكبيرة، فهناك بلدان عديدة أقوى من السعودية عسكرياً وأكثر سكاناً منها، وتمتلك تكنولوجيا أكثر تطوراً منها، ولكنها بلدان تفتقر إلى قدرة المملكة في إحداث ثورة في التوازن الجغرافي السياسي، فقد حققت المملكة على الصعيد الإقليمي والعالمي ما لم تحققه الدول العظمى في منطقتها، بعد تعزيزها علاقتها مع مصر والإمارات لمواجهة أي تهديدات أو مخاوف خارجية. إن متانة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والإمارات تدل على وحدة التوجهات والرؤية بين قيادة الدولتين، وأن هذه العلاقات تأخذ أبعاداً وأشكالاً مختلفة تشكل بمجموعها عوامل أمن واستقرار للخليج والمنطقة ككل. وفي هذه الظروف نحن شعب الإمارات نقول ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف بكل قوة وحسم مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة كل التحديات التي تستهدف أمنها وأمن المنطقة واستقرارها. شدد الشيخ محمد بن زايد على أن الإمارات تقف قلباً وقالباً مع المملكة في العسر واليسر. وأكد أن أمن المملكة جزء لا يتجزأ من أمن الإمارات، وأن يد الشر المستطير لن تنال من عزيمة أشقائنا في المملكة، وأن حزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كفيل بإحباط كل أشكال العدوا0ن والتآمر ضد المملكة والمنطقة ككل. واستنكر بأشد العبارات إطلاق المتمردين «الحوثيين» وحلفائهم صاروخاً باليستياً، مشيراً إلى أن «الإمارات والسعودية نموذج حي لمعنى الانسجام والوحدة». هذا ما تعودناه من ثبات المواقف والإيمان بالوطن والدين، فالقيادة في السعودية والإمارات مصممة على مواجهة طموحات إيران التوسعية في الشرق الأوسط. فلم يعد خفياً على شعب المنطقة خطر إيران. إن إيران لا تزال بارعة في تأسيس ميليشيات تعمل بالوكالة لصالحها في المنطقة، ولديها طموحات في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن وشرقي السعودية. نقف مع المملكة العربية السعودية في كل خطوة تتخذها لحماية شعبها من أعداء الأمة ودعاة الإرهاب ووكلاء التنظيمات وأعوان الشياطين. ومن هنا تتضح الرؤية في مدى أهمية القضاء على «الحوثي»، وإن لم نعِد اليمن إلى شعبها الأصيل، ونقضي على الإرهاب، سيصلنا إلى عقر دارنا، وهذا ما أكده تصريح «الحوثي» يوم أمس بقوله إن الصاروخ استهدف مطار الملك خالد الدولي، وإن الصاروخ «أصاب هدفه بدقة». سنقف إلى جانب المملكة بكل ما أوتينا من قوة عسكرية كانت أم اقتصادية، حتى نحقق الهدف السامي بحماية أوطاننا أولاً وحماية المنطقة ودعم المملكة التي تتصدى للفتن والمغامرات والإرهاب. اللهم احفظ بلاد الحرمين من كل سوء وشر واخْذِل من عاداها.‎ مهره سعيد المهيري*00 *كاتبة إماراتية