نعلم جميعاً بأننا نعيش بمنطقة عنوانها الجغرافي الأخبار المحزنة عبر مشاهد القتل والحرب، حتى أصبحنا نصدر هذه المنتجات إلى العالم، وكأن العرب والمسلمين لم يعد لديهم المقدرة سوى على إنتاج تنظيمات التطرف والإرهاب! لذا أصبحت منظمات حقوق الإنسان تترك موطنها الأصلي الذي يفتقد لمعاني الإنسانية، لتعيش في منطقتنا للدفاع عن حقوق مواطني بلادنا، وهي تخفي نواياها الحقيقية التي دفعتها للمجيء إلينا. وبعد عشرات السنين يصل باحثون من نفس موطن تلك المنظمات الحقوقية، ويكشفون الحقيقة التي دفعتها إلى منطقتنا، من خلال إثباتهم أن عدداً ممن دافعت عنهم تلك المنظمات ثبتت علاقتهم بالإرهاب، دعماً وتمويلاً وحتى قتالاً، وليس فقط تعاطفاً وتأييداً لتنظيمات مثل «القاعدة» و«النصرة» و«داعش» و«الإخوان».. وهذا كان واضحاً في تقرير الباحث الأكاديمي في المعهد المؤسسي الأميركي «أميركان إنتربرايز إنستيتيوت»، مايكل روبن قبل عام. حديث قيادة الإمارات عن حقوق الإنسان أمر ليس بطارئ ولا عابر، فالإمارات تتصدر دول المنطقة في مؤشر السعادة خلال السنوات الأخيرة، كما تحتل فيه المرتبة 20 عالمياً، وهذا المؤشر الدولي يعكس جودة الرفاهية للفرد، ومدى تحقيقه للرضا الشعبي، حيث يعتمد على معايرة عناصر مثل الحياة في صحة جيدة، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وتوافر الدعم الاجتماعي، وسهولة الحصول عليه، والثقة في شفافية العمل الاقتصادي، ومستوى الشفافية في القطاع الحكومي، والشعور بالحريات، وغيرها الكثير. ولعلي أقف قليلاً للجولات التفقدية التي تحمل معاني الأبوة الصادقة لقيادة الإمارات لأفراد المجتمع في أفراحهم وأحزانهم، دون النظر لعرق أو دين، ولعل آخرها قبلة الأب للطفلين من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد تعرض أسرتهما لهجوم غاشم على يد عامل آسيوي، راحت ضحيته الأم وأُصيب الطفلان بجروح. كما كنت شخصياً شاهداً على عدد من تلك الزيارات من جانب قيادتنا الرشيدة، زيارات ملأت قلبي إعجاباً وفخراً بهذا التلاحم العائلي الذي تعجز الكلمات عن وصفه بين قيادتنا التي سهرت على بناء نموذج عربي إسلامي منذ اللحظة الأولى على يد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، حتى أصبح يضرب به المثل إقليمياً وعالمياً، وهو هدف حضاري نبيل يسهم في تخليص المنطقة من سلبيات الإخفاق التنموي والتخطيطي، ويحفز إرادة الشعوب والحكومات على التخطيط والعمل والإنتاج. ولاشك أن هذه النجاحات الإماراتية، رغم أهميتها إقليمياً ودولياً، ليست الهدف الأوحد، بل إن أحد أهم جوانب الأهمية في هذه المؤشرات أنها توفر تقييماً دولياً حيادياً لمسيرة العمل الوطني، وتعكس مدى جودة الأداء التخطيطي والتنفيذي للقيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله. إن دولة الإمارات تتبنى رؤى عملية شاملة للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان انطلاقاً من إيمانها وقناعتها بأن الإنسان هو محور التنمية وهو هدفها، وكفل دستورها المساواة والعدالة الاجتماعية والحريات المدنية والدينية، فضلاً عن افتخارنا بأننا نعيش في مجتمع متسامح ومتعدد الثقافات يحتضن أكثر من 200 جنسية مختلفة يعيشون معاً بانسجام، ويمارسون شعائرهم بحرية في المساجد والكنائس وغيرها من دور العبادة، ويكفل حمايتهم نظام قانوني ينبذ التعصب الديني بأشكاله كافة. وفي النهاية.. لم يعد لدينا وقت لنستمع لما تقدمه تلك المنظمات من تقارير كاذبة تستخدمها الحكومات الغربية، لتقاريرها السنوية حول حقوق الإنسان، للضغط بها لأغراض سياسية متجاهلةً المغالطات والتلفيق الكاذب الذي يشوبها، وهذا ما نشاهده سنوياً في تقارير منظمة «هيومن رايس ووتش» ضد بعض دول المنطقة!