ليلة الرابع من سبتمبر لم تكن كأي ليلة أخرى بالنسبة لدولة الإمارات، ليلة وُصفت بـ «الحزينة» لكنها كانت مضاءة باثنين وخمسين كوكباً من جنودنا البواسل أبناء القوات المسلحة الذين نالوا شرف الشهادة، خلال دفاعهم عن الحق العربي في اليمن، ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.. المصاب جلل، والألم يعصر القلوب، ويزلزلُ الأفئدة برحيل قناديل الحرية من أبطالنا البواسل، الذين رووا بدمائهم مهد العروبة الطاهرة وأرض الجنتين مأرب عاصمة سبأ العظيمة ومهد التاريخ والأصالة. شرفُ الشهادة والكرامة في هذه البقعة من الأرض أدخل أبناء زايد التاريخ – كعادتهم - من بابه الأوسع، فهم دائماً في الصدارة والتميز والريادة في مختلف المجالات. فهنيئاً لهؤلاء الأبطال تاج الشهادة والعز والكرامة، وسيظلون وساماً على صدور أبناء الإمارات جيلا بعد جيل، أبناء زايد برفقة إخوانهم في التحالف العربي لبوا النداء عندما حل باليمن ما حل، بعد أن تعالت صيحات الثكالى ودوى صراخ الأطفال والنساء والشيوخ، بعد أن قامت ميليشات «الحوثي» والمخلوع «صالح» بزرع الموت والدمار في مدن اليمن مستهدفة الأبرياء. ظرف عصيب احتاج فيه اليمنيون للوقوف بجانبهم فأتى الغوث العاجل المجلجل والمزلزل، ولبى أسود «زايد الخير» النداء فتحركت صقور الجو، وطار غبار فرسان البر، وهاجت بسفن الرجال الأبطال أمواج البحر للتحرير من الانقلابيين. ونجح أبناء الإمارات المشاركون في عملية «السهم الذهبي» في طرد عناصر الميليشيات من عدن والمحافظات المجاورة، فرفع أبناء عدن أعلام الإمارات والسعودية عرفاناً بدور أبناء الخليج في إعادة الشرعية لهذه المدن، وبانتظار أن تستكمل نجاحاتها في دعم المقاومة الشعبية والجيش الوطني وصولاً إلى إفشال الانقلاب «الحوثي». أبناء الإمارات في مهمتهم لنجدة إخوانهم اليمنيين وجدوها مناسبة للتعبير عن حبهم لوطنهم الذي قررت قيادته الوقوف مع الأشقاء في اليمن، فرددوا بصوت واحد «كلنا جنودك ياوطن»، جنود بواسل في ميادين المعارك، يقدمون التضحيات. فزع أبناء زايد الخير لشعب اليمن، وهذا ليس بغريب عليهم، فهم نسل زايد العروبة والوفاء، وهم أحفاد «خليفة الخير»، وهم منبع الفزعات وروادها، لقد شكلت هذه الفزعة وقفة تاريخية لافتة نقشت في قلوب جميع اليمنيين. نعم يا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يا من وجهت تحية إكبار وإجلال لشهداء الواجب والوطن أبطال القوات المسلحة البواسل، نعم يا أسد الإمارات وحفيد الأسود، لقد «قلدنا شهداءنا أوسمة الفخر والعز». نعم بو خالد، نؤكد للقاصي والداني أن شعب الوطن المخلص بأكمله خلف قيادته مستعد للمضي قدماً وبكل شجاعة «لإزاحة الظلم والضيم عن الاشقاء، حتى يتحقق الهدف الذي لن نحيد عنه لتطهير اليمن من الميليشيات الانقلابية والعدوانية، التي عاثت فساداً وتخريباً». ونحن على يقين بأن «الوطن برمته يعيش روحاً جديدة بتضحيات شهدائنا الذين نحمل لهم في أعماقنا الاعتزاز والتباهي بصنيعهم وعطائهم». قيادة الوطن قيادة عظيمة يقف معها شعب وفي مخلص، وما حدث أكد مجدداً أن القيادة والشعب متلاحمان متماسكان «كالجسد والروح»، بقوة الحب والولاء العظيم الخالد للوطن، يفْدون الوطن وأوطان العروبة بدمائهم وأرواحهم، شعب دينه الإسلام، هديه القرآن.. شعب أقسم أن يبني ويعمل ويخلص مهما عاش، شعب يردد كل صباح (دام الأمان، وعاش العلم يا إماراتنا، رمز العروبة، كلنا نفديك، بالدم نرويك، نفديك بالأرواح يا وطن، حصناك باسم الله يا وطن، وحماك الله من شرور الزمان). إعلامي إماراتي