حان الوقت كي تلقي هيلاري كلينتون خطبة محورية مشابهة لتلك التي ألقاها زوجها في حملته الانتخابية الرئاسية لعام 1992. وفي الكلمة الأصلية التي عرفت باسم خطبة «سيستر سولجاه»، انتقد بيل كلينتون القس جيسي جاكسون لسماحه لمغنية وملحنة الراب سيستر سولجاه المدافعة عن عنف السود كرد على عنف البيض بمخاطبة حشد عام. وأكد بيل كلينتون في كلمته للناخبين البيض المعتدلين أنه لن يسمح بالهراء الذميم الذي قد يؤجج مناخ العنف لمجرد أن مصدره الأميركيون الأفارقة. وهذا بالطبع ليس الرسالة التي تحتاج الزوجة المرشحة للرئاسة حالياً لنقلها، بل يجب أن تكون: لن أسمح بالهراء الذميم الذي يعرِّض مستقبلنا الاقتصادي للخطر لمجرد أنه قادم من وول ستريت. وهناك سياسات محددة يمكن أن تقترحها كلينتون لتعزز الدعم الذي تحصل عليه من الديمقراطيين وتوسع دعم المستقلين ويساعدها في إخراس الأصوات التي تتهمها بالميل إلى أصحاب الأموال. وأول هذه السياسات سيكون الدعوة لفرض ضرائب على التعاملات المالية لتغطية كلفة تعليم الطلبة في المدارس والجامعات العامة. فقد قدم منافسها على ترشيح الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز، السناتور عن ولاية فيرمونت، مقترحاً بهذا الصدد. وفكرة مجانية التعليم العالي جيدة للبلاد، وفكرة أن وول ستريت تستطيع تمويلها تتمتع بجاذبية. وفي شطر كبير من القرن العشرين، مولت دولارات الضرائب معظم جامعات ومعاهد المدن والولايات، وبالنسبة لضرائب التعاملات المالية، فقد فرضت الولايات المتحدة نوعاً منها بين عامي 1914 و1966. وفي العقود القليلة الماضية انخفض دعم الدولة للجامعات والمعاهد العامة وارتفعت رسوم التعليم وديون الطلبة إلى 1.2 تريليون دولار، وهو عبء يثقل كاهل حياة ملايين الشباب، ولا يستطيع ملايين آخرون تحمل كلفة التعليم الجامعي. وجاء مقترح ساندرز عقب مقترح لكيث اليسون، النائب الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا، والذي دعا فيه إلى جمع 0.5? من تعاملات الأسهم و0.1? من تعاملات السندات و0.005? من تعاملات المشتقات المالية مع تعويض دافعي الضرائب ممن يقل دخلهم عن 50 ألف دولار سنوياً. ومع أن الديمقراطيين يدعمون سياسة تحصيل ضرائب من وول ستريت لتحسين أداء الاقتصاد، فينبغي لكلينتون خصوصاً التركيز على هذا. فالقصص عن صلات عائلتها بأصحاب المليارات تظهر يومياً، وكل قصة تضع عقبة أمام حملتها. ولن يفوز الديمقراطيون عام 2016 دون التصدي للفزع الشعبي مما يعتقد أنه ميل البلاد نحو القلة الثرية المهيمنة سياسياً. وأشار استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي. بي. إس نيوز» وصحيفة «نيويورك تايمز» في الآونة الأخيرة إلى أن 84? من الأميركيين يعتقدون أن الأموال الكبيرة لها تأثير كبير جداً على الساسة الأميركية، ويعتقد 85? أن تمويل الحملات يتطلب، إما «تعديلات كبيرة»، أو «إعادة بناء جديدة تماماً». وأكدت كلينتون أنها ستطالب بتعديلات دستورية لتقليص دور المال في السياسة، بل وستقدم مقترحات لإلغاء الإجراءات الوقائية في التعديل الدستوري الأول التي وضعتها المحكمة الدستورية العليا لحماية عملية شراء الأموال الكبيرة للسياسة والحكومة. وستلقي كلينتون أول كلمة مهمة في حملتها يوم 13 يونيو في ساحة الحريات الأربع في جزيرة روزفيلت بولاية نيويورك. وكان الرئيس روزفيلت في حديثه عن أصحاب «الأموال المنظمة» قد أعلن عام 1936: «إني أرحب بكراهيتهم». وإذا أرادت كلينتون الفوز، فعليها إلقاء كلمة تستفز بها بعض هذه الكراهية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»