عرس كبير شهدته «أبوظبي» التي احتفلت بالفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، بحضور الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. حفاوة خليجية بهذا الوفاء المتبادل بين السعودية والإمارات. لقد كانت علاقة الراحل الشيخ زايد بالملوك السعوديين استثنائية منذ فيصل وصولا إلى خالد وفهد ثم الملك المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز. يهتزّ الحفل بالتصفيق حين تعلن الجائزة أنها ازدانت باختيار الملك عبدالله شخصية هذا العالم الثقافية، فهو يستحق التكريم بالفعل من أبناء الشيخ زايد الذين طالما كانوا أوفياء لأصدقاء والدهم الكبير. حضر الأمير متعب بن عبدالله، وشهد التكريم، لقد كان الحفل ميداناً من ميادين المحبة، وشكلا من أشكال التعاون والتعاضد بين الأشقاء، فمن ذا الذي لا يحب عبدالله بن عبدالعزيز؟ في كلمة الدكتور علي بن تميم، أشار إلى ضرورة ملاحقة العنف والظلام، وهذا الجهد الذي أشار إليه موضوع مشترك بين الدولتين، ولو لاحظنا القوة والحزم اللذين واجه بهما كلٌ من الشيخ خليفة والملك عبدالله لوجدناهما قوة وحزماً استثنائيين ولافتين. وفي خضم الحفل وجدت أن الإشارات التي دلّ عليها عديدة منها: - التعاضد الخليجي بين الدول «ذات الصدق» في المقصد، إذ اعتادت هذه الدول على كلمات الرجال كما تصف ذلك المرأة الحديدية تاتشر، فالكثير من الاتفاقات في السابق بين هذه الدول تحصل بكلمة وعهد ووعد بين زعيمين، لا حاجة للكتابات والوثائق والشهود، ولا يمكن أن يخلّ بهذه الكلمة زعيم، فالخليج لم يتخلّ عن شيم العرب، إذ كلمة الرجل دَينٌ عليه، فلا مجال للغدر أو المناورة أو قول الشيء ونقيضه. - دلّ الاحتفال على بدء مراحل الاستقرار واستئنافها من جديد، بل وزوال الخطر الذي أحاط بالمنطقة بسبب اضطرابات الدول الفاشلة من حولنا، حيث تنظم الخليج الآن فعاليات تنموية، من مثل سيف عبدالله وحفل جائزة الشيخ زايد، هذا فضلا عن معرض أبوظبي الدولي للكتاب والذي حضره أكثر من ألفي مثقف عربي وعالمي. - دلّ الحفل على القيمة الكبرى التي تمثلها الإمارات في توحيد الصفوف، حيث كان الاحتفال مليئاً بالخليجيين من كافة الدول، ترحيباً ومحبة بين أهل الخليج وقياداتهم، كان الصدق حاضراً في المشاعر، فنحن في سفينةٍ واحدة لا يمكن لأحدٍ أن يعبث بها. - من بين ما لفت الحضور في الاحتفال أن الشيخ محمد بن زايد كان في قمة السعادة وهو يكرّم الملك عبدالله، وكأنه يعبّر عن وفاء عميق لملك محبوب من جهة، ويقوم بواجب البر لصديقٍ استثنائي للشيخ زايد، فمن القيم التي يتربى عليها الرجال الأصلاء النبلاء أن صديق الأب هو أبٌ أيضاً. كان عرساً جميلا أضاء سماء الإمارات، عبّر عن الاستقرار والتآلف والمحبة.