سررت غاية السرور بأنباء نجاح فريق الإمارات الأولمبي في شق طريقه لدورة الألعاب الأولمبية التي ستقام بلندن هذا الصيف. فالفوز الرائع الذي تحقق على أوزبكستان بنتيجة 3 إلى 2 في "طشقند" يحمل فريق الدولة التي أعيش فيها، إلى الدولة التي أنتمي إليها، من أجل غرض مشترك يربط بين العديد من الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، ألا وهو الاستمتاع بلعبة كرة القدم. وهذا الفوز سوف يزيد من عدد لاعبي الإمارات الأولمبيين الذين سيذهبون للمنافسة في أعظم دورة ألعاب على وجه الأرض، وهي دورة لندن للألعاب الأولمبية 2012. إنها لحظة فخر للإمارات، لحظة تحقيق أكبر فوز في تاريخ فريقها الكروي الأولمبي، ولا يسعني هنا سوى أن أنتهز الفرصة لتقديم تهنئتي القلبية للفريق. لقد كنت خارج المنزل يوم الأربعاء الماضي، ولذلك لم يتسن لي مشاهدة المباراة على الهواء مباشرة، واكتفيت بمشاهدة ملخص للمباراة وعرض للأهداف في موعد متأخر من المساء. وقد لاحظت أن الملعب كان مكتظاً بالمتفرجين المتحمسين الذين ازدادوا حماسة بعد استراحة ما بين الشوطين، وذلك عندما تمكن الفريق من تعويض تأخره بهدفين إلى فوز مثير بثلاثة أهداف رائعة من أقدام أحمد خليل وحبوش صالح، وذلك بعد أن أحكم الفريق سيطرته على مجريات الشوط. لقد كانت تلك نهاية خيالية استحقها هذا الفريق الشاب الموهوب عن جدارة. والضجة التي شعرنا بها في أبوظبي غداة المباراة سوف تزداد حتماً عندما يشد الفريق الرحال إلى لندن في شهر يوليو القادم. أنا شخصياً لست رياضياً. فقد تعرضت لإصابة بالغة في قدمي في بطولة أبوظبي الدولية للترايثلون العام الماضي، وشعرت بالرضا عن نفسي نوعاً ما، عندما تمكنت من الاستمرار في ذلك السباق لنهايته منذ أسبوعين على وجه التقريب، دون أن أعرض نفسي للإصابة مجدداً. لذلك فإنني غير قادر حقاً على تخيل نوعية النظام التدريبي الذي مر به هؤلاء الشباب الموهوبون. لكن من خلال ما شاهدته من لقطات لمباراة الفريق، بدا أن الطقس كان بارداً وأرضية الملعب زلقة تماماً مثل لندن في الشتاء. لذلك فإنني أخمن أن تلك المباراة كانت بمثابة استعداد جيد لمواجهة أي ظروف قد يواجههم بها الطقس البريطاني في موعد لاحق من هذا العام. ومن الواضح أيضاً أن اتحاد الإمارات لكرة القدم قام بعمل جيد للغاية، من خلال استثماره الوقت والجهد في بناء الفريق الوطني. إن نجاحاً مثل هذا لا يمكن تحقيقه من دون قاعدة دعم قوية تتكون من مديرين فنيين، ومدربين، وبالطبع الأصدقاء وأفراد العائلات. تهنئتي لهم جميعاً على أنهم قد تكاتفوا، تماماً مثلما ستتكاتف الأمة كلها من أجل دعم فريقها خلال فعاليات دورة الألعاب الأولمبية القادمة. ودورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية، هي أكبر فعالية رياضية استضافتها المملكة المتحدة في تاريخها. ونتوقع أن يشاهد فعالياتها ما يقرب من أربعة مليارات إنسان في أنحاء المعمورة، وأن يأتي إلى بريطانيا حوالي 14 ألف رياضي، ينتمون لـ "205" دول للمشاركة فيها. ولا شك أن الفوز الذي تحقق يوم الأربعاء الماضي سوف يؤدي إلى زيادة كبيرة في درجة اهتمام الإماراتيين الراغبين في السفر إلى المملكة المتحدة للاستمتاع بالإثارة مباشرة في أرض نادي مانشستر سيتي، ونادي الأرسنال بـ"استاد الإمارات" في العاصمة لندن، وكلا الفريقين يحتلان، كما أعرف، مكانه خاصة في قلوب الكثير من الإماراتيين. الحصول على تذاكر الدورة يمثل تحدياً، فبخلاف دورات الألعاب الأولمبية السابقة حيث كانت بعض الفعاليات تقام من دون متفرجين تقريباً، فإن منظمي دورة الألعاب الأولمبية بلندن 2012 قد قاموا بعمل عظيم تمثل في طرح التذاكر مبكراً، لضمان تمكين كل رياضي من المشاركين في جميع الفعاليات من الحصول على نصيبه الكامل من التشجيع. وعلى حد علمي فإن عدداً صغيراً إضافياً من التذاكر سوف يتم طرحه خصيصاً لمشجعي كرة القدم المسافرين إلى لندن عبر "إم إم آي ترافيلز". تمنياتي القلبية للمحظوظين الذين سينجحون في الحصول على تذاكر. الحصول على تأشيرة دخول مبكراً سوف يكون أمراً معقولاً كذلك، علماً بأن التأشيرات الخاصة بالأشخاص الذين ينوون الذهاب لمشاهدة فعاليات الأولمبياد سوف يتم إصدارها بحيث يكفل تاريخ بداية سريانها تغطيتهم خلال فترة الألعاب الأولمبية والبارالمبية بالكامل. ويمكن الحصول على كافة الإرشادات من موقع ukba: http://www.ukba.homeoffice.gov.uk/aboutus/our-work/olympic-paralympic/ وليست الرياضة وحدها هي ما سيتم الاحتفال به في المملكة المتحدة هذا العام، فعام 2012 سوف يكون عاماً حافلاً على أكثر من صعيد، بدءاً من الاحتفال باليوبيل الماسي بمناسبة مرور 60 عاماً على اعتلاء جلالة الملكة اليزابيث الثانية عرش بريطانيا، مروراً بذكرى 200 عام على ميلاد تشارلز ديكنز، وانتهاءً بالأولمبياد الثقافي الذي يعد أكبر مهرجان للفنون والثقافة المعاصرة في العالم. خلال فصل الصيف يكاد المرء يشعر بأن منطقة "كينز بريدج" تشبه مارينا مول أو دبي مول، حيث لا يمكن للمرء الانتقال من مكان لآخر دون أن يلتقي بأصدقاء من الإمارات. وفي هذا العام نوجه دعوة للعالم لإعادة اكتشاف العديد من المزايا الأخرى التي تجعل من بريطانيا وجهة سفر ذات جاذبية فائقة تضم أماكن مثل "ادنبرة كاسل" وجبال "سنودونيا" و"ستونهينج"، وهي ليست سوى بداية لقائمة طويلة من الأماكن والمواقع السياحية التي تجعل المملكة المتحدة الوجهة المفضلة لأهل الإمارات. فسواء أكنت مشجع كرة قدم متحمساً، أو كنت تريد الاستمتاع بالسياحة والتسوق والإبداع والثقافة... فإن المملكة المتحدة هي المكان الذي يعد باستقبالكم بأكثر مظاهر الترحيب مودة وحفاوة. دومينيك جيرمي السفير البريطاني لدى دولة الإمارات العربية المتحدة