في عام 1789 حذر الرئيس الأميركي بنجامين فرانكلين في خطابه، حول دستور الولايات المتحدة الأميركية، الشعب الأميركي من خطر اليهود وقال واصفاً ذلك الخطر: "أيها السادة، في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا التجارة فيها، وإذا لم يطرد هؤلاء من البلاد فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مئة عام، إلى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفردية، ولن تمض مئتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا العمل في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين، وإنني أحذركم أيها السادة إن لم تبعدوا اليهود نهائياً فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم. إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط. إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا سمح لهم بحرية الدخول، إنهم سينقضون على مؤسساتنا، ولذلك لابد من أن يبعدوا بنص الدستور". هذا التحذير الذي جاء في خطاب فرانكلين، قبل ما يزيد على قرنين من الزمان، يقترب تماماً في صورته مما كتبه هنري فورد، رائد صناعة السيارات في الولايات المتحدة عام 1920 في جريدة "ديربورن إندبندنت"، والذي ورد في كتاب صدر تحت عنوان "اليهودي العالمي"، حيث وجه رسالة واضحة من خلاله إلى الشعب الأميركي يحذره فيها من طموحات اليهود وأطماعهم ونفوذهم وتأثيرهم وأهدافهم البعيدة، خاصة فيما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون. وعندما ننظر اليوم بدقة في معاني النصوص والكلمات التي جاءت في خطاب الرئيس فرانكلين، وكتاب هنري فورد، سوف نجد أن غالبية ما جاء في الخطاب والكتاب، حدث إلى حد ما في أميركا، حيث أصبحت السياسة الأميركية والقرار والمال والمؤسسات الأميركية في قبضة اللوبي اليهودي، وأصبحت منظمة "إيباك" التي تمثل اللوبي الصهيوني في أعلى درجاته هي من يتحكم في هذه السياسة، وهي من يسيطر على القرار في البيت الأبيض والكونجرس والبنتاجون والمخابرات الأميركية. ووصل الأمر إلى درجة أن يعتبر نقد إسرائيل في الكونجرس من المحرمات، والسبب أن معظم أعضائه من المسيحيين الصهاينة. ويكفي هنا أن نشير إلى الدراسة الأكاديمية التي كتبها الباحثان ستيفن وولت عميد مدرسة كيندي للدراسات الحكومية في جامعة هارفارد، وجون ميرشايمر الباحث في العلوم السياسية من جامعة شيكاغو، والذي نشر في مجلة "لندن ريفيوأوف بوكس" في عددها الصادر يوم 23/3/2006، حيث تحدث الباحثان بكل جرأة ووضوح عن مستوى خطورة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية ودوره في السيطرة على السياسة الأميركية، وبالأخص السياسة الداعمة لإسرائيل، واستراتيجيته في التأثير على مراكز صنع القرار، وانعكاسات هذا التأثير على سياسة أميركا الخارجية، والدور الخطير الذي لعبه هذا اللوبي في دفع أميركا لغزو العراق لحساب إسرائيل، ودفعها إلى القيام بانتهاكات واسعة ضد العالم الإسلامي وتطويعها لدعم سياسة الكيان الصهيوني في المنطقة العربية، والتأثير المباشر على مؤسسات البحث وحلقات النقاش في الجامعات الأميركية، ودوره في مراقبة ما ينشره الأساتذة وما يكتبونه في الدوريات والمجلات العلمية. ومكمن الخطورة هنا، أن يمتد هذا التأثير بشكل أعمق وأبعد، وأن يصل إلى درجة أن تصبح سياسة أميركا بأكملها مخطوفة في يد حركة عنصرية سياسية استعمارية تقوم عقيدتها على فلسفة عقائدية تقول: إن اليهود شعب الله المختار، وإن أرواح بني إسرائيل تتميز عن باقي الأرواح، وهي جزء من الله، والأرواح الأخرى أرواح شيطانية شبيهة بأرواح الحيوانات، والإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة، وإن من حق اليهود أن يفنوا غيرهم من البشر...! ويكفي كمثال على ذلك، أن مجلس الحاخامات اليهودي في إسرائيل أصدر بياناً منذ أيام، أكد فيه أن "التوراة تجيز قتل النساء والأطفال في زمن الحرب". إن خطورة هذه الفلسفة العقائدية التي تمثل أكبر خطر يهدد السلام العالمي، باعتراف غالبية الدارسين للحالة الصهيونية، والتي لخصها الحاخام اليهودي إسرائيل وايس قائلاً: "طالما بقيت على الأرض دولة صهيونية سيبقى العالم في حالة متواصلة من النزاع والصراع"... هو أنها تدفع وتحرك سياسة دولة كبرى مثل أميركا إلى أن تصل إلى حالة من الجبروت الذي أصبح يخرب العالم والذي أصبحت صورته واضحة في العدوان على البلاد العربية!