قامت أستراليا الأسبوع الماضي بإسقاط آلاف الأطنان من البطاطا والجزر من الطائرات فوق نيو ساوث ويلز في محاولة لإطعام الأنواع المعرضة للانقراض مثل «الولب»، وهو نوع من الحيوانات يشبه الكنجر لكن حجمه أقل منه. فالحرائق التي اندلعت في أستراليا بوتيرة غير مسبوقة دمرت مصادرها الغذائية في موسم حرائق الغابات التاريخي في أستراليا.
وأشارت «مات كين»، وزير البيئة في «نيو ساوث ويلز»، إلى أن الجهود المبذولة بمساعدة المروحيات هي أكبر عملية لإسقاط الأغذية على نطاق واسع على الإطلاق تم اجراؤها لإنقاذ حيوانات «الولب» المعرضة للانقراض.
وحسب كين، «فإنه عادة ما تتمكن حيوانات الولب من النجاة من الحرائق بنفسها، لكنها تُترك بعد ذلك عالقة مع كميات محدودة من الأطعمة الطبيعية فيما أتت الحرائق على الغطاء النباتي حول الموائل الصخرية. كانت حيوانات الولب بالفعل تحت ضغط بسبب الجفاف المستمر، ما جعل البقاء على قيد الحياة يمثل تحدياً لهذه الحيوانات دون مساعدة».
إن مساعدة الولب هي آخر الجهود التي يبذلها المسؤولون الأستراليون ودعاة حماية البيئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في واحد من أكثر الموائل المتنوعة بيولوجيا في العالم. يذكر أن ما يقدر بمليار حيوان قد فُقِدوا في الحرائق، بينما يحذر العلماء من أن أنواعاً من الثدييات والطيور والحشرات والفطريات والنباتات قد تم القضاء عليها حتى قبل اكتشافها.
حتى الحيوانات التي نجت من الحرائق لا تزال معرضة للخطر. وقال «مانو سوندرز»، زميل باحث وخبير بيئي في مجال الحشرات بجامعة نيو انجلاند في أرميدال، حتى إذا كان موطنهم قد اختفى، «لا يهم. سيموتون على أي حال».
ووسط المشاهد التي وصفها عمال الإغاثة بأنها «رهيبة»، تمتلئ المناظر الطبيعية المحترقة بجثث الحيوانات. ولا تزال الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات في أستراليا غير معروفة. ومع ذلك، دفعت الأزمة رئيس الوزراء «سكوت موريسون» إلى التحول قليلاً عن نهج حكومته فيما يتعلق بسياسة المناخ، حيث تسببت الحرائق في مقتل 27 شخصاً وحرق ملايين الأفدنة من الأراضي، تعادل في مساحتها ولاية كارولينا الجنوبية.
وفي مقابلة مع إذاعة أستراليا، اعترف موريسون بتأثير التغير المناخي على حرائق الغابات التي أدت إلى تفاقم فصول الصيف الحارة والجافة في البلاد.

 *صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»