تم حث آلاف السياح الذين يقضون عطلاتهم على الساحل الجنوبي لأستراليا على الإخلاء قبل عطلة نهاية الأسبوع حيث من المتوقع أن يكثّف الطقس السيئ من حرائق الغابات القاتلة والتي تجتاح المنطقة.
وقالت مصلحة الإطفاء الريفية إن جميع الأشخاص في الجانب الجنوبي الشرقي من ولاية «نيو ساوث ويلز» يجب أن يخرجوا من المنطقة خلال اليومين المقبلين. وقد دمرت الحرائق هذا الامتداد الذي يبلغ طوله 230 كم من خليج «باتمانز» وصولاً إلى حدود ولاية فيكتوريا، حيث حولت الحرائق السماء إلى لون الدماء وأمطرت المجتمعات بالجمر والرماد.
ولقي سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم على الساحل الجنوبي لـ«نيو ساوث ويلز» هذا الأسبوع، بينما دُمرت مئات الممتلكات. وتقطعت السبل بالآلاف من السكان المحليين والسائحين في المناطق الريفية الحرجية في ذروة موسم العطلات، فيما حاول رجال الإطفاء الاستفادة من الطقس البارد يوم الخميس لاحتواء الحرائق وإعادة فتح الطرق. ولا تزال المجتمعات المعزولة في فيكتوريا مقطوعة، بما في ذلك بلدة «مالاكوتا»، حيث أُجبر 4000 شخص على اللجوء إلى الشاطئ أو الهرب على متن قارب أثناء اندلاع حرائق الغابات.
وصدم حجم الأزمة، التي يتم بثها في الوقت الحقيقي على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال صور ولقطات الفيديو لوجهات النار المحتدمة التي ينشرها الناس، أستراليا وأثارت جدلاً حول تأثير الاحترار العالمي في أكثر مناطق العالم جفافاً.
وتتعرض حكومة رئيس الوزراء «سكوت موريسون» لانتقادات مستمرة من دعاة حماية البيئة والمعارضة بعد التقليل مراراً وتكراراً من أهمية أي صلة بالتغير المناخي، وعدم اتخاذ خطوات أقوى للحد من الانبعاثات.
16 شخصاً على الأقل قد لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرائق قبل أشهر في فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، وهي بداية مبكرة للموسم وسط موجة جفاف طويلة وممتدة تجتاح معظم البلاد. وبينما كانت نيو ساوث ويلز وفيكتوريا هي الولايات الأسترالية الأكثر تضرراً، إلا أن الحرائق تشتعل في جميع الولايات الأسترالية الست. ومع عدم الإعلان عن العديد من الأشخاص، تخشى السلطات من ارتفاع عدد القتلى. وقد تم الدفع بطائرات الهليكوبتر العسكرية والسفن لجلب الإمدادات وإجراء عمليات الإخلاء المحتملة حال تعذر فتح الطرق.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»