في عصر يشهد بعض التحديات الاقتصادية الكبيرة، هناك زاوية رؤية أكثر إشراقاً تطلعنا على أن العالم حقق، بصفة عامة، بعضاً من التقدم الاقتصادي الكبير على المدى الطويل. فقد تقلص نطاق الفقر كثيراً، وارتفعت الدخول. وهذا لا يعني أن العالم يركن إلى الدعة والسكينة عندما يتعلق بأساسيات العمل والفرض وشبكات الأمان الاجتماعي في بعض الدول عبر العالم. لكن هذا يوضح أن هناك تقدماً تحقق لهذه الدول يتعين عليها الدفاع عنه، في وقت انصب فيه الاهتمام العام في الآونة الأخيرة على طائفة كبيرة للغاية من القضايا تمتد من الحرب التجارية والمخاوف من حدوث ركود اقتصادي إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي.
ما حققته آسيا من تقدم، أدى إلى انخفاض الفقر الشديد من مستوى كان يطال 36% من سكان العالم عام 1990 إلى 10% فقط حالياً. ويسعى البنك الدولي إلى هدف يمكن تحقيقه يتمثل في الهبوط بمستوى الفقر إلى أقل من 3% بحلول عام 2030. ويتعين توفير تجارة أكثر انفتاحاً وأسواق أكثر حرية وحكومات مستقرة، ضمن وصفة لتحقيق هذا الهدف.
وما زال هناك فجوات واسعة في الدخول. وعدم المساواة بين الدخول ما زال مرتفعاً حتى بعد أن أعاد لحاق آسيا بركب التقدم الغربي بعض التوازن الدولي إلى الدخول نوعاً ما. وعدم المساواة تتسع داخل كثير من الدول، وهذا يفسر الأسباب التي تجعل كثيرين في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يطرحون أسئلة عن مدى ضرورة إدخال إصلاحات على الرأسمالية. وذكر الاقتصادي «جابرييل زوكمان» أثناء مناقشة هذا الشهر مع منظمة «النمو العادل» الأهلية غير الهادفة للربح في واشنطن أن «الناس يدركون أنه ليس كافياً أن يعرفوا مقدار نمو الإنتاج المحلي الإجمالي، بل يريدون معرفة مقدار النمو في دخول أشخاص مثلهم».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»