يكمل «نايجل هاميلتون» ثلاثيته الملحمية عن قيادة الرئيس فرانكلين روزفلت، خلال الحرب العالمية الثانية، بكتاب «الحرب والسلام: الأوديسا الأخيرة لفرانكلين روزفلت، من يوم إنزال النورماندي إلى مؤتمر يالطا، 1943 -1945»، وهو كتاب كبير ومؤثر وسهل القراءة، حتى وإن كانت القصة التي يرويها قصة مأسوية شهيرة.
كان العبء الأكبر من الحرب يقع على عاتق روزفلت، بينما كان أقل قدرة على التحمل. فقد ساءت صحته في المرحلة الأخيرة من حياته، وخلال عامين، كان كل من يتعامل مع روزفلت يصاب بصدمة، حيث بدا ضعيفاً وكبيراً في السن. والانطباع الذي تركه لدى الناس أنه رجل يكافح لكي يكمل مهمته قبل أن يحين الأجل.
وبالطبع، كانت هذه المهمة هي الفوز في الحرب، ويوضح هاميلتون أن أكبر عقبة لم تكن في الغالب قوى المحور ولكن «وينستون تشرشل»، الذي بذل قصارى جهده لوقف وتحويل «عملية أوفرلورد»، الاسم الرمزي لغزو نورماندي، لصالح مشاريع هرائية في بحر إيجة أو حتى البلقان. وفي النهاية، اضطر روزفلت لأن يرسل له برقية قال فيها ببساطة «أوفرلورد أمر بالغ الأهمية».
وتتبع الرواية روزفلت من رعايته الحذرة لعملية أوفرلورد إلى رحلته في يوليو 1944 إلى هاواي للتوسط بين قائديه، الأدميرال «تيستر نيميتز» والجنرال «دوجلاس ماك آرثر». واعتبر الأدميرال «ويليام ليهي»، رئيس أركان روزفلت القوي، أن اجتماع هاواي كان من أروع ساعات روزفلت كقائد مهيمن ومقنع.
حتى في خضم هذه الانتصارات، كان التدهور بارزاً. وتحكي رواية هاميلتون عن إنجاز روزفلت لمؤتمر يالطا التاريخي بتصميم واضح. وكان كاتبنا محقاً في التأكيد على أن مسارات هذا التدهور النهائي يمكن أن تجذب الانتباه بعيداً عن الصورة الأكبر. ونجح هاميلتون في توسيع الصورة.
ومن أكثر المصادر موثوقية كان الأدميرال «ليهي»، وهو رجل بحرية كان يرافق روزفلت في كل مكان، ويتمتع بثقته الكاملة. وقد احتفظ ليهي بمفكرة يومية وكتب مذكرات ثمينة («كنت هناك»)، وبفضل المؤرخ «فيليبس بايسون أوبراين»، فإن ليهي لديه الآن سيرة ذاتية من الدرجة الأولى كان دائماً يستحقها.
 
ستيف دونوجوي*

*كاتب صحفي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»