أنهى الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو فترة علاج طويلة في المستشفى يوم الأربعاء الماضي، استقل الطائرة بعدها مباشرة للعودة إلى برازيليا، والحق أن البرازيليين كانوا قلقين بشأن صحة زعيمهم، ومع ذلك يبدو أن غياب بولسونارو، ربما كان شيئاً جيداً ومفيداً في الواقع. وإذا كان أسلوب دونالد ترامب المثير للجدل قد أنهى وجود الحكماء داخل إدارته، فإن الرجل الذي يوصف بأنه تلميذه في أميركا اللاتينية لا يستطيع مجاراة حكومته.
والواقع ألا أحد لديه فكرة حول كيف سيقوم رئيس «يميني» يميل للإدلاء بتصريحات هجومية، بإدارة أكبر دولة في أميركا اللاتينية. الرهان كان هو أن العقلاء مثل وزير الاقتصاد «باولو جيديس»، والقاضي السابق «سيرجيو مورو»، وربما حتى مجموعة الجنرالات المتقاعدين، سينجحون في الحفاظ على ديمقراطية البرازيل.
ولا شك أن «بولسونارو» لم يغب عن منصبه تماماً خلال فترة إقامته في المستشفى. فقد تخلى عن البروتوكول ورفض نقل المهام التنفيذية خلال فترة علاجه التي دامت 17 يوماً إلى نائب الرئيس، الجنرال المتقاعد هميلتون موراو. ورغم أنه كان طريح الفراش، إلا أنه كان يلتقي الوزراء، ويوقع الأوراق الرسمية، ويهيّج فيسبوك وتويتر بمنشورات نارية. وفي الأثناء، تدار أمور الحكومة في مكان آخر. فقد كشف وزير العدل «مورو» عن مشروع قانون طموح لمحاربة الفساد والجريمة، وهو منهمك حالياً في الدفاع عن المبادرة في الكونجرس. وفي غضون ذلك، من المتوقع أن يكمل «جيديس» اللمسات الأخيرة لخطة شرسة تروم إصلاح نظام المعاشات الذي يسجل خسائر، خطة ستتطلب من البرازيليين الاشتغال لفترة أطول من أجل الاستفادة من مزايا التقاعد.
ولعل المفاجئ أكثر هو الدور الذي يلعبه عسكريون سابقون في التأثير في إعادة ضبط طريقة اشتغال الحكومة. فخلال الحملة الانتخابية، وبينما عمل بولسونارو على ملء حكومته بجنرالات سابقين، حذّر منتقدون من احتمال تآكل الحريات الديمقراطية.
وتقول مونيكا دي بولي، الخبيرة الاقتصادية التي تقود دراسات أميركا اللاتينية بكلية الدراسات الدولية بجامعة جون هوبكينز الأميركية: «إن وزراء الجيش هم عقلاء وحكماء الحكومة»، مضيفة «فلولا الجنرالات، لكانت احتمالات رؤية إصلاح نظام المعاشات أقل بكثير، وكنا سنضيع في فوضى الاتجاهات المحافظة لبولسونارو. الجنرالات لا يريدون ذلك، كما لا يريده معظم البرازيليين في الحقيقة».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»