أكد الرئيس دونالد ترامب في تغريدة نشرها عشية عيد الميلاد أنه يعتبر أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي «جيروم باول» شوكة في جنبه، وهي التغريدة التي أعتقد أن ترامب يؤمن بأنه بحاجة إلى سحبها حتى لو ادعى وزير الخزانة «ستيفن منوشين» عكس ذلك. إننا بحاجة إلى البدء بالتفكير فيما سيحدث إذا حاول ترامب فصل «باول». على الأرجح ستكون نتيجة هذا القرار الفوضى المطلقة.
ولا يزال الإطار القانوني لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي محل نقاش. يقول الباحث في مجلس الاحتياطي الفيدرالي «بيتر كونتي-براون»: "إن الرئيس قد يحاول خفض مرتبة رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى محافظ البنك، بيد أن هذا من المحتمل أن يجعل «باول» رئيساً للجنة السوق المفتوحة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهي لجنة مهمتها تتركز على تحديد أسعار الفائدة". ومن غير الواضح كيف سيكون رد فعل بنك الاحتياطي الفيدرالي على مثل هذا الوضع.
من وجهة نظري، فإن أفضل سيناريو للمشاركين في السوق هو: أن يتنحى «باول» كرئيس ومحافظ، وأن يحل محله نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي «ريتشارد كلاريدا»، وأن تتعثر الأسهم –ربما حتى تدخل في السقوط الحر – بينما ترتفع سندات الخزانة. وسيكون رد فعل «كلاريدا» وما تبقى من زملائه في الاحتياطي هو خفض أسعار الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يناير 2019، وربما حتى قبل ذلك في اجتماع طارئ. ثم تنتعش الأسواق، ويحدث التحول سريعاً بما يكفي لأن يظل السوق غير متأثر بالتقلبات التي تحدث في وول ستريت.
أما السيناريو الأسوأ فهو أن يختار الاحتياطي الفيدرالي أن يرفض قرار ترامب، ويطعن على قرار فصل باول في المحاكم كوسيلة للحفاظ على استقلالية البنك المركزي. ومن الممكن أن تستمر هذه العملية إلى أجل غير مسمى، ما يخلق سيناريو «مخاطرة» مستدام في الأسواق المالية قد يؤدي في نهاية الأمر إلى إلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الأوسع نطاقاً، وهذا من شأنه أن يضر الأسواق.
حتى في أفضل السيناريوهات، سيصبح مجلس الاحتياطي الفيدرالي مؤسسة أخرى مدمرة. ويمكن القول إنه كذلك بالفعل. وهناك مخاطرة من أن أي إجراء يتخذه بنك الاحتياطي في هذه المرحلة لتهدئة الأسواق أو الاقتصاد سيبدو كما لو كان صانعو السياسة يذعنون ببساطة لمطالب ترامب. وبعبارة أخرى، قد يختفي مظهر الاستقلال إذا خلقت تصرفات ترامب الغريبة حالة من عدم اليقين تتطلب استجابة الاحتياطي الفيدرالي.


* مدير منتدى «أوريجون الاقتصادي» بجامعة أوريجون الأميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»