هلّ هلال عيد الفطر لنحتفل به  بعد شهرٍ كريمٍ مضى بسرعة البرق. والعيد فرحة للجميع دون استثناء. لقد أكرمنا الله تعالى بعيدين، عيد الفطر، وعيد الأضحى، وكلاهما يتبع ركناً من أركان الإسلام الخمسة. وعيدنا هذا، أي عيد الفطر، يطل بعد شهر رمضان المبارك، والذي يجب صومه فرضاً دينياً على كل مسلم. أما عيد الأضحى فيأتي بعد الحج الذي هو ركن آخر من أركان الدين الإسلامي. وصوم رمضان، وحج البيت الحرام يأتيان مرة واحدة في كل سنة من السنوات الهجرية. 
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يبزغ العيد مشرقاً في أجواء من الأصالة والطيب والاحتفاء. والتكبيرات هي أول ما يُسمع في العيد، إذ تدل على أنّ العيد جاء بحفاوة الروحانيات والمحبة. ويبدأ اليوم بصلاة العيد التي يؤديها الجميع، وفي مقدمتهم القيادة الرشيدة التي نجدها في الصفوف الإمامية بمختلف إمارات الدولة. ومعلوم أن صلاة العيد من السنن المؤكدة، ويستحب أداؤها بُعيد شروق الشمس، وهي ركعتان، ثم تتبعهما خطبة العيد مباشرة. وفي العادة تتم صلاة العيد في الهواء الطلق، وبمكان واسعٍ ومفتوح دون أسقف، وهذا أيضاً مما يميز صلاة العيد عن بقية الصلوات الأخرى.العيد في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك في الدول العربية والإسلامية الشقيقة الأخرى، له ميزة خاصة عن بقية المناسبات، حيث إنّه مرتبط بديننا الحنيف، وهو من عند الله تعالى، وهدية ربانية بعد صومٍ متواصل لمدة شهر قمري كامل. كما أنّ العيد مناسبة قيّمة لمضاعفة أجر تقديم الصدقات للمحتاجين والهبات للفقراء والمساكين، وهو يوم آخر يتعزز فيه التراحم، ويترسخ التعايش بين مختلف الثقافات، كما أنه يسهم في تعزيز التضامن المجتمعي. وفي مختلف مناطق الدولة نجد فرحةَ العيد في وجوه الناس، وفي أجواء الحياة، حيث نرى الشوارع بزينتها البهيّة، كما نجد البيوت والحدائق والمحال والمراكز التجارية.. قد أخذت كامل زينتها، والزينة فرح وسرور!
 وشعب دولة الإمارات من الشعوب الأصيلة التي تهتم بعاداتها وتقاليدها، وترعاها وتصونها وتحافظ عليها. وفي العيد تبرز عادة تقديم التهاني والتبريكات والأمنيات، وذلك من خلال الزيارات بين الأهالي والمعارف والجيران. وعلاوة على أهازيج العيد التي يسعد الجميع بترديدها، فإنهم أيضاً يلتزمون فيه باللباس والعيدية والطعام. والأطفال هم أول مَن يَفرح بلبس الجديد في يوم العيد، كما يفرحون بالعيدية، فهذه أيضاً لها رونق آخر على شفاه الأطفال، فهي ترسم ضحكتهم، وتباهيهم في الأعياد.
 وبالنسبة لأطباق العيد، أو ما يُسمى محلياً «الفوالة»، فإنها من الواجبات المجتمعية في البيت الإماراتي، وتضم السفرة المأكولات المحلية بجانب الشاي والقهوة. وفي أيامنا الحالية، فقد تطورت الفوالة، وباتت تضم الشوكولاتة وبعض أنواع البسكويتات المشهية. المائدة الإماراتية، أو مائدة العيد على مستوى البلدان العربية عامةً، مميزة جداً وعبق العيد فيها يُفرح الجميع. وللنساء تعبير آخر عن فرحتهن بالعيد، إذ نجد بعضهنّ يضعن على أياديهن الحناء، وهذه عادة نسائية محبوبة عند النساء، وأيضاً الفتيات الصغيرات.
الأمن والأمان في دولة الإمارات العربية المتحدة يدعوان للشعور بالفرحة في المناسبات الدينية والمجتمعية، ولله الحمد عيدنا في الإمارات يجعل المجتمعَ مُفعماً بالفرح والسعادة، خصوصاً وقد أصبحت نعمة الأمن والأمان نعمةً عزيزة تفتقدها شعوب على مستوى العالم. أما في الإمارات، فالأمان في المساجد والشوارع والبيوت وفي كل مكان.. أدام الله فرحتنا بالعيد، ونسأل الله أن يحفظ قيادتنا، ويحمي إماراتنا من كل الشرور. 
 عيد مُبارك للجميع.