في ذكرى رحيل الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي «يوم زايد للعمل الإنساني» في شهر رمضان المبارك حيث تزداد قيمة العطاء، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم.
وحري بنا بهذه المناسبة أن نذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت شريكاً أساسياً ذا مصداقية دولية في مجال الغوث والمساعدات الإنسانية، وما ذلك إلا أحد نتاجات الإرث الإنساني النابع من هذه الأرض الطيبة، كما أنه يمثل استمراراً لروح الأخوّة الإنسانية التي ما فتئ صاحب السمو رئيس الدولة يواصل العملَ على ترسيخها وتنمية وتوسيع نطاقها، محلياً وعالمياً.
وما من شك في أن توفير الماء يعد أهم عمل خيري وإنساني وتنموي يمكن القيام به، حيث يمثل الأمن المائيّ ركيزةً حيويةً في منظومة الأمن الوطني العام، والماء هو الحياة، والله تعالى جعل من الماء كلَّ شيء حي، وبتأمين الحصول على الماء يتحقق الأمن والاستقرار والازدهار في الأرض، كما تسود الطمأنينة ويتحقق السلام ويتجسد الرفاه في العالم. ولعلنا نذكر جميعاً أن يوم الثاني والعشرين من شهر مارس من كل عام يوافق اليوم العالمي للمياه، وقد احتفل به العالم هذه المرة تحت شعار لافت للانتباهه: «المياه من أجل السلام».وقد جاءت «مبادرة محمد بن زايد للماء» لتعزز الوعيَ بأهمية المياه في حياة الفرد والمجتمع، كشرط تنموي، بتأمينه وتوافره يتحقق الأمنُ ويَسودُ السلامُ وتتعزز فرصُ الرفاهية لشعوب الأرض.
ولأهمية هذه المبادرة والآمال المعلقة عليها فقد قرر صاحب السمو رئيس الدولة تعيين سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيساً لمجلس إدارة المبادرة، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، نائباً لرئيس مجلس الإدارة.
ولم تفتأ قيادة دولة الإمارات تطلع بدور أساسي فاعل في التعامل مع التحديات المتعلقة بالمياه، وذلك من خلال مبادرات واستثمارات عديدة، كان أحدثها «مبادرة محمد بن زايد للماء»، والتي تمثل خطوة مهمة نحو التعامل مع أحد أكبر التحديات الاستراتيجية وأشدها خطورة.
الهدف الرئيس للمبادرة هو زيادة الوعي بخطورة أزمة ندرة المياه، والعمل على التسريع بتطوير الحلول التكنولوجية المبتكرة لمواجهة التحديات المرتبطة، علاوة على السعي إلى تعزيز التعاون الدولي للتخفيف من الأزمات المتصلة بالمياه.
وبذلك تهدف «مبادرة محمد بن زايد للماء» إلى تحقيق شراكة دولية؛ ففي الأول من شهر مارس المنصرم، تم إعلان شراكة بين مبادرة محمد بن زايد للماء ومؤسسة «إكس برايز» الأميركية، بهدف إطلاق مسابقة «إكس برايز للحد من ندرة المياه» التي ستمولها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، وتتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار. وتهدف هذه المسابقة العالمية التي تستمر على مدى خمس سنوات إلى إلهام المبتكرين في جميع أنحاء العالم، من أجل تحديث تقنيات تحلية المياه، بغية جعلها أكثر كفاءةً واستدامةً وأقل تكلفة.. وهي مبادرة طموحة ورائدة وتمثل تحولاً استراتيجياً في مجال السياسات المائية.

*سفير سابق