مهاجرون من طالبي اللجوء القادمين حديثاً إلى الولايات المتحدة وقد تجمّعوا طلباً للدفء حول نار مشتعلة في الصباح الباكر بين الجدران الحدودية الأولية والثانوية في سان دييغو بولاية كاليفورنيا. ويعاني كثير من اللاجئين أوضاعاً صعبة في المدن والولايات الخاضعة للحزب الجمهوري، أما المدن والولايات المحكومة بالحزب الديمقراطي فبدأت تعلن تباعاً منذ عدة أشهر أنها استنفدت كل إمكاناتها المالية واللوجستية في سبيل توفير المأوى والمأكل والعلاج لعشرات آلاف اللاجئين الذين توافدوا عليها. وقد دخلت موجات من اللاجئين إلى الأراضي الأميركية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، خاصة بعد رفع حالة الطوارئ الصحية، وذلك بشكل أساسي عبر الحدود البرية مع المكسيك، رغم الجدار الحدودي الذي أقامه الرئيس ترامب على مقاطع طويلة من هذه الحدود، ورغم تكثيف دوريات المراقبة التابعة لقوات حرس الحدود الأميركية، ورغم تزويدها بمجسات وكاميرات مراقبة.. وغير ذلك من الوسائل والإجراءات. وقد أصبح ملف اللاجئين موضع تجاذب سياسي واسع بين الحزبين الرئيسين، إذ يتهم «الجمهوريون» منافسيهم «الديمقراطيين» بتسهيل دخول ملايين اللاجئين إلى البلاد، مما سيشكل تحدياً أمنياً واجتماعياً وثقافياً للولايات المتحدة، بينما يقول «الديمقراطيون» إنهم لم يتصرفوا في هذا الشأن خارج القوانين الأميركية، وإن الولايات المتحدة بلد قام على الهجرة، وللحفاظ على مركزه الاقتصادي الأول عالمياً يتعين السماح بمد سوق العمل الداخلي بمزيد من الأدمغة والمهارات اليدوية. وأصدر القضاء الأميركي عدة قرارات حول ملف الهجرة والمهاجرين، بعضها لا ينسجم مع بعضها الآخر، مما أضاف للملف تعقيدات على تعقيداته الأصلية. ومن المتوقع أن يصدر قاض فيدرالي حكمَه قريباً بشأن ما إذا كان يجب على الحكومة توفير المأوى والغذاء والرعاية الطبية للمهاجرين، خاصة القصر منهم والنساء والمرضى، أثناء انتظار البت في طلبات لجوئهم.

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)