يُعتبر دعم القضية الفلسطينية من الأولويات الرئيسة للسياسة الخارجية لدولة الإمارات، منذ تأسيس الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويترسخ هذا الأمر في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
ومن هذا المنطلق، فقد بادرت دولة الإمارات، منذ بدء الحرب في قطاع غزة إلى تقديم الدعم السخي للأشقاء الفلسطينيين، بما يجسد التزامَها الوطني والإنساني بمواجهة الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشونها، والتخفيف من حجم المعاناة التي يكابدونها، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل الملمات، استناداً إلى تاريخ طويل من العمل السياسي والإنساني والإغاثي الذي لم ينقطع.
وفي هذا الإطار، وصلت فجر السبت الماضي، 16 مارس 2024، الدفعة الثالثة عشرة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم العلاج والرعاية الصحية لـ1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة، والذي يأتي استكمالاً لجهود الدولة في تقديم كافة أوجه الدعم في مجال الرعاية الصحية، حيث دشنت الدولة المستشفى الميداني داخل قطاع غزة، والمستشفى العائم في مدينة العريش المصرية، علاوة على رفد مستشفيات القطاع بسيارات الإسعاف والأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية.
وانعكاساً للجهود الدولية المشتركة التي تقودها دولة الإمارات لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق، أعلنت دولة الإمارات وصول أول سفينة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة تحمل على متنها 200 طن من الإمدادات الغذائية والإغاثية، بالتعاون بين دولة الإمارات، ومؤسسة المطبخ المركزي العالمي، وجمهورية قبرص، عبر الممر البحري بين قبرص وغزة، انطلاقاً من ميناء لارنكا.
ويمثل الإعلان عن وصول أول سفينة إلى غزة نجاحاً للجهود التي قامت بها دولة الإمارات في حشد الدعم لمبادرة الممر البحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، من أجل تعزيز الاستجابة الإنسانية المُقدَّمة للمدنيين في شمال القطاع، لمواجهة تفاقم الوضع الإنساني الذي يتطلب مثل هذا النهج التعاوني الدولي متعدد الأطراف لتوصيل المساعدات للمدنيين، وضمان تدفق المساعدات فوراً، وبأمان ودون عوائق، وعلى نطاق واسع ومستدام.
وفي إطار التزامها الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وتقديم المبادرات الإنسانية لإغاثته، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع (17 مارس 2024) عن تنفيذ عملية الإسقاط العاشرة للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال قطاع غزة، بوساطة أطقم مشتركة تابعة للقوات الجوية الإماراتية والقوات الجوية المصرية، حيث جرت عمليات الإسقاط عبر طائرتين حملتا 33 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية، ليصل إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق عملية «طيور الخير» إلى 438 طناً، وذلك ضمن إطار «عملية الفارس الشهم 3» التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
ومما لا شك فيه أن الجهود الإماراتية المتواصلة تجاه القضية الفلسطينية، تؤكد الموقف الداعم للسلام والإنسانية، فدعم الإمارات للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة لم يتوقف منذ تأسيسها، وعلى درب المؤسس، طيب الله ثراه، في دعم القضية الفلسطينية، يسير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مؤكداً بالأفعال والأقوال تضامن دولة الإمارات الراسخ مع الشعب الفلسطيني.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية