انطلق معرض لندن للكتاب يوم الثالث عشر من شهر مارس الجاري، في مركز معارض كنسينغتون أولمبيا في العاصمة البريطانية، وفق نموذج تنظيمي يعكس خريطة القوة في مجال صناعة النشر، حيث عَرف الناشرون المكانةَ الحقيقية لكل منهم في هذا المجال. وفي هذا الطابق من المعرض بدت فرنسا في الوسط على مساحة كبيرة نسبياً، وقد شاركت بأهم دورها الناشرة، بينما ظهرت دول أخرى مثل ألمانيا وإيطالياً على مساحات أقل من ذلك. وفي هذا المبنى المكوَّن من طابقين مفروشين بالسجاد، يلاحظ الزائر ترتيباً تنازلياً من حيث الأهمية: دور النشر الأصغر قليلاً، ثم تلك التي أنهت أفضل سنواتها، ومن بعدها دور النشر المتخصصة، تليها دور النشر المغمورة تماماً. وبموجب هذا النموذج نجد أيضاً شركات الخدمات اللوجستية في المقدمة، ومركز الترجمة الأدبية في الطابق الثاني وإنْ في وضع جيد، أما الناشرون الأكاديميون ففي الطابق الأول غير بعيد من الممر الرئيس، وإدارة التوزيع والطباعة في الطابق الأول أيضاً. ويعد معرض لندن للكتاب، والذي ضم في دورته لهذا العام أكثر من 1000 عارض واستقبل ما يقدر بنحو 30000 زائر، أحد أكبر الأحداث في تقويم النشر العالمي. ففي هذه التظاهرة الثقافية والفكرية والعلمية العظيمة، يلتقي الوكلاء والمحررون والناشرون والمستكشفون والعديد من الأشخاص الآخرين الذين يصعب تحديد وظائفهم، وذلك في المقام الأول لبيع وشراء حقوق الملكية الفكرية للكتب الصادرة باللغة الإنجليزية، حيث يتعاقد الناشرون والمؤلفون والمترجمون.. وأطراف مختلفة أخرى. عند الأبواب الكهفية لمعرض أولمبيا، يقف المساعدون بلطف لحراسة المحررين الذين يقومون في الداخل بعقد اجتماعات تلو أخرى على طاولات بيضاء صغيرة، ويقفون كل نصف ساعة لتحية وفود أخرى من الناشرين الدوليين، ودفاترهم جاهزة لتسجيل الملاحظات والعناوين والمهام.. في انتظار صفقة مربحة في مجال صناعة التأليف والنشر!

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)