طائر يقع على الأرض عاجزاً عن الطيران بعد اصطدامه بمبنى سكني في «سيركا سنترال بارك» بمنطقة مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية. وفي الآونة الأخيرة شهدت المدينةُ إقامةَ نُصب تذكاري تكريماً لـ«فلاكو»، وهو بومة نسر أوراسية ماتت إثر اصطدمها بأحد مباني الجزء الغربي من المدينة، وقد أظهر «فلاكو» قدرةً على الازدهار وعلى مواصلة العيش لمدة عام كامل في مانهاتن، عقب هروبه من حديقة حيوان «سنترال بارك»، أبهرت الكثيرين، إذ قدّم درساً مؤثراً حول قوة الغريزة وجمال الحياة البرية في المناطق الحضرية.
و«فلاكو» واحد من ملايين الطيور التي تموت سنوياً في الولايات المتحدة جراء الاصطدام بالمباني، إذ تعد ضربات النوافذ أحد الأسباب الرئيسة لنفوق الطيور وأحد أكثر المخاطر التي تهدد بقاءَها، وأكثرها سهولةً على الحل في الوقت ذاته، وذلك وفقاً لكريستين شيبارد، مديرة برنامج تصادمات الزجاج في «منظمة الحفاظ على الطيور» الأميركية، والتي تقول إن «هذه واحدة من القضايا المستجدة في مجال الحفاظ على الطيور، والتي نعرف بالضبط كيفية إصلاحها.. ونحن بحاجة فقط إلى جعل الناس يقومون بواجبهم فيما يخص تصاميم المباني التي يقومون بإنشائها». لكن لماذا تصطدم الطيور بالنوافذ؟ تسافر معظم أنواع الطيور المهاجرة ليلاً، وخلال ذلك السفر يجذبها الضوء الاصطناعي في المدن، إلا أنه أيضاً يربكها ويجعلها أكثر عرضةً للاصطدام بالنوافذ التي تعكس الغطاء النباتي والسماء المفتوحة. وقد أظهرت دراسة علمية نشرت في مجلة «ويلسون» لعلم الطيور أن ما بين 621 مليوناً و1.7 مليار طائر يموت في الولايات المتحدة كل عام بسبب ضربات المباني. ويقدر علماءٌ أن مدينة نيويورك وحدها تشهد موتَ نحو 250 ألف طائر كل عام جراء اصطدامها بمباني المدينة. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)