ينبع نهر «ميرسيد» في ولاية كاليفورنيا الأميركية من متنزه يوسمايت الوطني، ويندفع عبر الأخاديد التي نحتتها الرياح والأنهار الجليدية لمسافة 60 ميلاً عبر «الوادي الأوسط» قبل أن يصب في نهر سان جواكين الذي يغذي النصف الجنوبي من الوادي. لكن النهر الذي كان يروي مساحاتٍ زراعيةً واسعةً ويمثِّل أحدَ مصايد الأسماك أصابَه هو أيضاً الجفافُ الذي ضرب ولايةَ كاليفورنيا منذ عام 2022. بيد أن سلطات الولاية لم تكتشف ذلك إلا في الآونة الأخيرة، مما يثير التساؤل حول سياسة ترشيد استخدام مياه الري التي تنتهجها الولاية منذ بعض الوقت. فخلال موجة الجفاف الأخيرة التي شهدتها ولاية كاليفورنيا، بذل المسؤولون جهوداً كبيرة لحماية إمدادات المياه، وأصدروا لوائحَ الطوارئ للحد من الإفراط في استخدام المياه من قبل آلاف المزارع والمرافق ومناطق الري. لكن ذلك لم يكن كافياً للحيلولة من دون جفاف عدة أميال من نهر رئيس مثل نهر ميرسيد لمدة أربعة أشهر تقريباً، في حادثة لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً وتثير الشكوكَ الآن حول قدرة كاليفورنيا على مراقبة وإدارة مياهها وسط حالات الجفاف المتفاقمة. مِن المألوف أثناء فترات الجفاف أن يقوم المزارعون في كاليفورنيا بسحب مجاري المياه نحو مناطقهم، لكن ليس من المألوف أن تصل شدة تراجع نهر ميرسيد إلى حالة جفاف تامة، على النحو الذي يبدو في الصورة! وهو ما جعل أحد علماء الأحياء في إدارة مصايد الأسماك التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، يقول بكل بوضوح: «لقد فوجئتُ تماماً برؤية نهر بهذا الحجم بدون ماء.. هذا ليس مما يمكن اعتباره أمراً طبيعياً». (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)