على موقع مجلة «فورين أفيرز» الأميركية، يذكّر خبير هندي القرّاء بأن الهند اكتوت بنار الإرهاب، وبأنها أدانت هجمات «حماس»، ولكنه يشير إلى أنه ينبغي عدم المبالغة في رد الفعل، بل على العكس من ذلك ينبغي الحثّ على فضائل ضبط النفس. فحينما يتعرض بلد ما لعمل إرهابي، عادة ما تذهب ردود فعل القادة السياسيين الأولى – ومطالب المجتمع – في اتجاه الانتقام. والحال أن رد فعل مثل هذا لا ينمّ عن الحكمة ولا يجلب الأمن للمستقبل.
والواقع أن رداً عسكرياً معمماً لا يؤدي إلا إلى مزيد من الكراهية، كما أنه غالباً ما يتسبب في دوامة من الهجمات والمعاناة من دون أن يوفّر مزيداً من الأمن على المدى الطويل. ثم إن الرد عليه باستخدام القوة غير المتناسبة يعني الوقوع في الفخ الذي ينصبه الإرهابيون الذين ربما يأملون في رد فعل معمم حتى يظهروا بمظهر الضحايا. وهذا بالضبط هو ما يحدث في غزة. صحيح أن رداً أكثر اعتدالاً له كلفة، ولا يسمح بمعاقبة كل المذنبين، ولكنه يجلب الاحترام ويخلق دعماً دولياً من حولك. وعلى العكس من ذلك، فإن من شأن رد فعل مفرط أن يؤدي إلى تهميش أولئك الذين ساعدوا في تنفيذ الهجمات وعزلهم.
ولنتأمل هنا مثالين تاريخيين: الأول هو رد فعل النمسا-المجر على اغتيال الأرشيدوق فرديناند، والذي أدى في النهاية إلى زوال الإمبراطورية النمساوية-المجرية سنة 1914. أما الثاني، فهو رد فعل الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر، والذي أدى إلى إضعاف واشنطن بدلاً من إشباع رغبتها في الانتقام، وأضعف بشكل عام الولايات المتحدة على المدى الطويل. وعلى عكس ما كان يراد له، أدى رد فعلها في العراق وأفغانستان إلى نمو الإرهاب. وهذا ما صرّح به جو بايدن نفسه حين طلب من الإسرائيليين ضبط النفس في تدخلهم في غزة. 
وخلاصة القول إنه إذا كان يجب محاربة الإرهاب، فإنه ينبغي ألا نكتفي بمكافحة آثاره فحسب ولكن ينبغي أيضاً مكافحة أسبابه، وينبغي الحرص على الامتناع عن القيام بأعمال قد تؤدي، بوحشيتها المفرطة، إلى زيادة الكراهية، وبالتالي دفع أجيال جديدة متعطشة للانتقام للارتماء في أحضان المنظمات المتطرفة.

*مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس