سد مُقوى في جنوب السودان يحمي مخيم «بانتيو» للاجئين والمناطق المحيطة به، من مياه الفيضانات. المشكلة تكمن تسرب مياه راكدة ملوثة قد تراكمت منذ سنوات، جراء فيضانات سابقة تجعل التربة لزجة وفي الوقت نفسه تصبح المياه ملوثة ما يشكل خطراً على المجتمعات التي تصل إليها هذه المياه. المشكلة أن مياه الفيضانات في جنوب السودان، ظلت تغمر أجزاءً من البلاد لمدة أربع سنوات، وفي بعض المناطق تستمر المياه عامين أو أو ثلاثة، وهناك تقارير تشير إلى أن المياه تغمر 15 في المائة من البلاد على مدار العام، مقابل 5 في المائة قبل عدة سنوات. ويشير «شيكو هارلان» في واشنطن بوست إلى أنه غالباً ما ينظر إلى الكوارث المناخية على أنها أحداث محدودة - مع حالة طوارئ يتلوها استقرار. لكن مع تزايد حجم هذه الكوارث وتواترها، وضرب البلدان الفقيرة التي تعتمد على نظام إنساني مرهق، لم يعد بعضها مجرد أزمات عابرة، بل حالات دائمة من الوجود. وتشير هذه الديناميكية إلى المخاطر غير العادية في محادثات المناخ العالمية، والتي تركز على مسألة كيف يمكن للدول الغنية أن تدفع فاتورة الدمار المرتبط بالمناخ - حتى عندما يكون هذا الدمار مزمنا. ما تعانيه دولة جنوب السودان يوضح كيف أن الاستثمارات القوية في مساعدات الإغاثة لا تضاهي الكوارث التي أطلقها تغير المناخ على العديد من البلدان. وتستفيد هذه الدولة غير الساحلية - التي حصلت على استقلالها عن السودان في عام 2011 - من تمويل غربي أكثر من جيرانها، معظمه من الولايات المتحدة. ويساهم هذا التمويل في تشييد السدود الطينية، والحفاظ على مخيمات النازحين، وتوفير المساعدات الغذائية لبعض المعرضين للجوع وليس جميعهم. لكن هذا لا يكفي لمساعدة الناس على التعافي.

الصورة من خدمة «واشنطن بوست لايسنج اند سينديكيشن»