الإمارات دولة الإنسانية والعطاء وتمتلك الأساس المتين لمجتمع قوي قادر على السير بكل عزيمة وإصرار لتحقيق كل طموحاته، مهما كانت التحدّيات. تُعدُّ قِيَم التكافل من القيَم الراسخة في دولة الإمارات، منذ تأسيسها على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ويتميز المجتمع الإماراتي بوجود انتشار واسع لمبادئ التضامن الاجتماعي، الذي يمثّل الركيزة الرئيسية في بناء المجتمعات وتعزيز لُحمتها الوطنية. وتُستمدّ مبادئ التكافل في المجتمع الإماراتي من الثقافة العربية الأصيلة والمبادئ الإسلامية السمحة، التي تُرسِّخ في عقل الإنسان وقلبه كيفية التعامل مع الآخرين بروحٍ من المحبّة والتسامح.

وقد غرس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قيَم البذل والعطاء في شعبه، ورفع بنيان هذه الدولة على أساس من الرحمة والإحسان للبشر بصرف النظر عن انتماءاتهم العِرقية أو الدينية أو المذهبية، وجعل الأعمال الإنسانية ركيزة أساسية لقيَم الترابط والتضامن، وقد كان - طيّب الله ثراه - يولي التكافل المجتمعي اهتماماً كبيراً، ويؤكده في الكثير من مقولاته وأحاديث ومجالسه، ويحث أفراد المجتمع على تعزيز الروابط الاجتماعية بينهم، ومن مقولاته الشهيرة «أنا مثل الأب الكبير الذي يرعى أسرته، ويتعهّد أولاده، ويأخذ بيدهم حتى يجتازوا الصعاب، ويشقُّوا طريقهم في الحياة بنجاح».

وتؤكد القيادة الرشيدة، ممثّلةً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على أن «قيَم التكافل متجذّرة في مجتمعنا، وأنها تعزّزت بفضل جهود أبناء الإمارات إلى مبادرات وبرامج ومؤسسات فاعلة تفيض بالخير والعطاء على المجتمع».

ومن خلال هذه الأعمال الخيرية والإنسانية، يتم تعزيز القيَم الإنسانية والاجتماعية في المجتمع، وتعزيز الروابط بين أبنائه، وتحقيق التنمية المجتمعية والاقتصادية في البلاد. وتسهم الجهود الحكومية بشكل كبير في دعم قيَم التكافل والتضامن في المجتمع وتعزيزه، من خلال إطلاق مبادرات وبرامج ومشاريع تهدف إلى تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع، وثمّة الكثير من المؤسسات التي تقوم بدور مهم للغاية في هذا السياق، ومنها «مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية»، التي تحرص على تقديم المساعدات المختلفة للمحتاجين من داخل الدولة وخارجها، وغيرها من الجمعيات الخيرية، مثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، و«مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية».

وتتجلّي صور التكافل المجتمعي بشكل خاص في شهر رمضان المبارك الذي نعيش ثلثه الأخير هذه الأيام، حيث تنشَط الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، في تنظيم العديد من البرامج والأنشطة والمبادرات لدعم المحتاجين والأُسر المتعفّفة. إن نفاذية قيَم التكافل والعطاء في دولة الإمارات، تؤكد أن دولة الإمارات هي بالفعل دولة الإنسانية والعطاء، وأنها تمتلك الأساس المتين لمجتمع قوي قادر على السير بكل عزيمة وإصرار لتحقيق كل طموحاته، مهما كانت التحدّيات.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.