يشير تقرير جديد صادر عن «جمعية السرطان الأميركية» إلى زيادة مقلقة في الإصابة بسرطان القولون بين الشباب. سيستغرق كشف السبب سنوات من البحث.

في غضون ذلك، هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهد للوقاية من بعض هذه السرطانات المتقدمة - ولتلبية احتياجات المرضى الأصغر سناً بشكل أفضل. سلط التقرير الضوء على العديد من الاتجاهات المقلقة للسبب الرئيسي الثاني لوفيات السرطان. كان الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً يمثلون 20% من حالات الإصابة بسرطان القولون في عام 2019، ارتفاعاً من 11% فقط في عام 1995.

ويراقب أطباء الأورام الزيادة المطردة في المرضى الأصغر سناً، لكن التقرير يُظهر أن سن الإصابة بالمرض يقل عما كان من قبل. يتطابق ذلك مع ما يراه المتخصصون أثناء ممارسة عملهم. قالت «نانسي يو»، مديرة برنامج سرطان القولون والمستقيم في مختبر إم دي أندرسون الطبي في هيوستن، تكساس: «نرى المزيد والمزيد من المرضى في الثلاثينيات من عمرهم مقارنةً بأقرانهم في الأربعينيات - وأشعر أن هذا حدث فقط في السنوات الخمس الماضية». والأسوأ من ذلك، يأتي ثلثا الشباب وقد انتشرت السرطانات في أجزاء أخرى من أجسامهم.

يحدث هذا الاتجاه في جميع المجموعات العرقية والإثنية. فاجأت البيانات حتى أطباء الأورام الذين عالجوا مرضى سرطان القولون الأصغر سناً. قالت كيمي نج، مديرة مركز سرطان القولون والمستقيم في دانا فاربر/ بريجهام ومركز سرطان النساء: «المشكلة منتشرة الآن لدرجة أنها في الواقع تغير علم الأوبئة الخاص بسرطان القولون والمستقيم». يحاول الباحثون تحديد سبب هذا التحول. من بين الأسئلة: هل هناك شيء مختلف بيولوجياً حول هذه الأورام التي تظهر مبكراً؟

هل يقع اللوم في نظامنا الغذائي، مثل اللحوم المصنعة والمشروبات السكرية؟ هل يمكن ربط ذلك بزيادة معدلات السمنة؟ سيستغرق فهم العامل الدقيق أو مجموعة العوامل المساهمة في هذا الارتفاع وقتاً. لتسريع ذلك، يجب أن تعمل المستشفيات التي تستقبل هؤلاء المرضى الأصغر سناً معاً لجمع أكبر قدر ممكن من البيانات عن أكبر عدد ممكن من الأشخاص. أثناء متابعة هذا العمل، يمكن القيام بالعديد من الأشياء الملموسة لتقليل عدد سرطانات القولون والمستقيم بين الشباب والتأكد من اكتشافها قبل انتقالها إلى أعضاء أخرى.

الخطوة الأولى هي زيادة الوعي. لا يتعرف الشباب دائماً على علامات سرطان القولون والمستقيم، لذا فإنهم لا يطلبون المساعدة حتى تتطور الحالة. أشار تقرير الجمعية الأميركية للطب النفسي إلى أن الشباب يصابون في أغلب الأحيان بأمراض سرطانية في مناطق مختلفة، المستقيم والقولون البعيد (الجزء الأخير من القولون).

ومكان هذه الأورام يعني أن العديد من المرضى الأصغر سناً – 41% منهم – يذهبون إلى الطبيب وهم يشكون من نزف في المستقيم، وهذا العرض الذي يعتبر أكثر شيوعاً في المرضى الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً. هذا يعني أنه يتعين على مقدمي الرعاية الصحية الانتباه لذلك.

في حين أن الزيادة في ظهور سرطانات القولون المبكرة أثارت انتباه أطباء الجهاز الهضمي والأورام لسنوات، إلا أن الأخبار لم تصل إلى الأشخاص الذين من المرجح أن يروا المرضى الأصغر سناً – وهم أطباء الرعاية الأولية، وأطباء أمراض النساء، وأطباء غرفة الطوارئ أو العاملين في مجال الرعاية الصحية في مرافق الرعاية العاجلة.

في كثير من الأحيان لا يتم أخذ الأعراض المبكرة للمرضى على محمل الجد، أو أن يشرع المرضى في رحلة تشخيصية تأخذهم من خلال العديد من الأطباء. وجدت إحدى الدراسات أن المرضى الأصغر سناً ظهرت عليهم الأعراض لفترة أطول بمرتين من المرضى الأكبر سناً، واستغرق الأمر وقتاً أطول بنحو 40% للوصول إلى التشخيص الصحيح. يشير التقرير إلى أنه تم اختبار 20% فقط من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و49 عاماً، وهي المجموعة الأصغر التي يوصى بالفحص الروتيني فيها.

قد يكون من المفيد إذا تم تقديم بدائل غير جراحية لفحص القولون بالمنظار للمرضى. بالطبع، يمكن أن يساعد الفحص فقط المجموعة التي يتم اختبارها - وهذا من الناحية النظرية لا يساعد في تحديد العديد من المصابين الأصغر سناً بالسرطان.

على الرغم من أن التوصية الحالية هي أن يخضع الأشخاص ذوو الخطورة المتوسطة لأول تنظير للقولون في سن 45، تقول ريبيكا سيجل، عالم وبائيات السرطان والمدير العلمي لأبحاث المراقبة في جمعية السرطان الأميركية، إن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون يزيد من خطر إصابة الشخص الأصغر سناً، وكذلك الأورام الحميدة المتقدمة. وأضافت: «يجب على الجميع التحدث إلى طبيبهم في الثلاثينيات من العمر حول تاريخ عائلاتهم». أخيراً، يستحق هؤلاء المرضى الأصغر سناً رعاية أفضل مما قد يجدونها عند تشخيص إصابتهم بالمرض.

ليزا جارفيس*

*كاتبة أميركية متخصصة في التكنولوجيا الحيوية والرعاية الصحية وصناعة الأدوية.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشت»