حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على أن تُولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز مفهوم الصحة والسلامة المهنية في بيئات العمل المختلفة؛ وفق استراتيجية متكاملة، تُطبِّق أفضل الممارسات العالمية.

وفي هذا الإطار جاء طلب حكومة دولة الإمارات من الوكالة الدولية للطاقة الذّرية تشكيل بعثة متابعة موسّعة لتقييم خدمة وقاية العاملين من الإشعاع المهني؛ تلبية لوتيرة التغييرات السريعة في مختلف قطاعات الدولة.

وأشاد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين لبَّوْا دعوة دولة الإمارات ضِمن بعثة متابعة استمرت أسبوعًا، بما حقّقته من تطورات كبيرة في مجال تعزيز بُنيتها التحتية للوقاية من الإشعاع المهني، بعد أن نفّذت جميع توصيات ومقترحات بعثة الوكالة، التي زارت الدولة في عام 2015، بما في ذلك إنشاء سجلّ الجرعات الوطني، ومواءمة إجراءات المراقبة الصحية، والموافقة على خدمات قياس الجرعات، فضلًا عن توفير التدريب للشركاء بشأن الحماية من الإشعاع.

ومنذ إنشاء الهيئة الاتحادية للرقابة النووية قبل 13 عامًا، أطلقت الإطار الرقابي للقطاع النووي في الدولة؛ من أجل حماية العاملين ممّن قد يتعرّضون للإشعاع في أماكن عملهم؛ وهو الإطار الذي بموجبه تُصدر الهيئة تراخيصَ لجميع المنشآت التي تَستخدم تقنيات تستعمل مواد مشعّة، وتضمَن امتثال تلك المنشآت للّوائح ونظام التفتيش.

وبهذا تكون دولة الإمارات قد حقّقت على مدى الأعوام الماضية تقدّمًا كبيرًا في بناء بُنيتها التحتية القوية للوقاية من الإشعاع، وهو ما عبّرت عنه إشادة فريق الوكالة الدولية بالمزايا العديدة التي تتمتع بها ترتيبات الدولة فيما يخصّ الوقاية من الإشعاع المهني، التي منها التأكيد على الالتزام بتنفيذ خطط تتعلّق بالوقاية من الإشعاع، والتطبيق الفعّال والمناسب للإطار الوطني لوقاية العاملين من الإشعاع المهني.

وبمثل هذه الاستراتيجيات والممارسات تكون دولة الإمارات قد حقّقت إنجازات مبهرة بوّأتها مكانةً مرموقةً بين دول العالم الحريصة على الصحة والسلامة المهنية؛ انسجامًا مع المبادئ والمعايير الدولية، وانطلاقًا من القِيم الإماراتية القائمة على صون كرامة الإنسان وكفالة حقوقه وحريته وتقدير عمله، وبذلك حقّقت الإمارات العديد من الإنجازات التي انعكست إيجابًا على عجلة التنمية المستدامة، وأكسبت الدولة ميزة تنافسية، وهي الإنجازات التي ما كان لها أن تتحقّق لولا ما تُوليه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات من اهتمام بصون كرامة الإنسان وكفالة حقوقه وحريته وتقدير عمله؛ تحقيقًا للمساواة والعدالة الاجتماعية التي هي الركيزة الأساسية لكلّ ما تشهده الدولة من ازدهار على الصُّعُد كافة.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.