تشارك دولةُ الإمارات العربية المتحدة العالَمَ، اليوم الأربعاء 21 سبتمبر، الاحتفاء بـ«اليوم الدولي للسلام»، وفي سجلّها تاريخ يحفل بجهود نشر السلام وقيم الأخوّة الإنسانية التي لا تفرّق بين البشر مهما اختلفوا في الدِّين أو العرق أو اللغة، في سعي حثيث إلى تأصيل قيم التسامح والمحبة والتعايش، وترسيخ لكل مسببات الأمن والاستقرار، على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية التي تنعكس بالمحصلة على نهضة الأمم وتقدّم الشعوب.
وتحلّ هذه المناسبة على دولة الإمارات في هذه الأثناء، وهي تحتفي بمرور عامين على توقيع «الاتفاق الإبراهيمي» مع دولة إسرائيل الذي كان بارقةَ أمل بأن تنعم شعوب المنطقة بالسلام والاستقرار، بعد سنوات طويلة من التوترات التي أثَّرت سلبيّاً في تحقيق نهضة تنموية يتمكّن من خلالها الأفراد من عيْش حياة تحقق لهم الرفاهَ، وتوفّر لهم أدنى مقومات الاستقرار والتقدّم.
ويلحظ المتتبّع لسياسات الإمارات الخارجية، ومنذ أن تأسست على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى يومنا هذا، مدى إصرار الدولة على تكريس نفسها لاعبةً أساسيةً وشريكةً مهمةً في إنجاح مبادرات السلام الإقليمية والدولية، انطلاقاً من إرثها الإنساني ورسالتها الحضارية القائمة على إعلاء قيم المحبة والتسامح ونبذ التعصب، وذلك برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وفي هذا الشأن، أقرّت «وثيقة الخمسين»، وضمن المبدأ الخامس فيها، أن «حسن الجوار أساس للاستقرار»، وأن تطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع المحيط الجغرافي والشعبي والثقافي الذي تعيش ضمنه الدولة، يُعدّ إحدى أهم أولويات سياستها الخارجية. كما ورد في المبدأ الثامن من الوثيقة أن «منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وترسيخ الأخوّة الإنسانية، وستبقى الدولة داعمةً لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية».
إن تبنّي الإمارات علاقات سلميّة مع دول العالَم كافة، وتستند إلى مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير، جعلها نموذجاً عالميّاً في التعايش والتسامح، لاسيّما أنها تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية، وتواصل إطلاق مجموعة مبادرات تحفّز فيها على نشر ثقافة السلام، وأبرزها «وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، و«جائزة السلام الدولية»، والعديد من المبادرات الخلّاقة التي وَضعت الإمارات في صدارة الدول الراعية للسلام والداعمة لكل مقومات العيش المشترك.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية