أشار مسؤولو منظمة الصحة العالمية إلى أن التباطؤ في حالات الإصابة بمرض جدري القرود عزز الثقة في إمكانية القضاء على تفشي المرض في أوروبا. على الرغم من محدودية إمدادات اللقاح، شهدت العديد من الدول الأوروبية - بما في ذلك فرنسا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة - انخفاضاً مستمراً بشكل أسبوعي في الإصابات الجديدة. كما سجلت بعض أجزاء الولايات المتحدة تباطؤاً.
قال «هانز كلوج»، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، في إفادة صحفية عبر الإنترنت، «نعتقد أننا نستطيع القضاء على انتقال عدوى جدري القرود من إنسان لآخر في المنطقة. وللمضي قدماً نحو القضاء على المرض في منطقتنا، نحن بحاجة إلى تكثيف جهودنا على وجه السرعة».
واستشهد «كلوج» بنموذج البرتغال، حيث دفعت جهود الحكومة لزيادة وعي الناس «لاتخاذ الاحتياطات وتعديل سلوكهم، مما يؤدي إلى نتائج صحية أفضل ويساعد في الحد من تفشي المرض». وفي أوروبا، التي سجلت أكثر من 22000 حالة إصابة بجدري القرود (أكثر من ثلث حالات الإصابة في العالم)، فقد سمحت حتى الآن بلقاح واحد ضد جدري القرود، وهو عبارة عن حقنة ضد الجدري أنتجتها الشركة الدنماركية البافارية الشمالية وتم تسويقها في أوروبا باسم «إيمفانكس» Imvanex، لكن العرض محدود في جميع أنحاء العالم.
وقد أجازت الجهات التنظيمية في بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالتطعيم عن طريق الحقن تحت البشرة مباشرة بزاوية 10-15 درجة، والذي يستخدم خُمس جرعة اللقاح التقليدية عن طريق حقن اللقاح تحت الطبقة الأولى من الجلد، وبالتالي زيادة المخزون الحالي بمقدار خمسة أضعاف. وفي بعض البلدان الأوروبية، يعطي التطعيم الأولوية لمن هم أكثر عرضة للخطر بشكل خاص.

يُذكر أن مرض جدري القرود قد تفشى في أوروبا في أوائل مايو الماضي بعد تقارير عن حالات في عدد قليل من البلدان في أفريقيا. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي المرض حالة طوارئ صحية عامة بعد 10 أسابيع.
وحسب «كاثرين سمولوود»، مسؤولة الطوارئ عن تفشي جدري القرود في مكتب أوروبا التابع لمنظمة الصحة العالمية، فإن التباطؤ الأخير في حالات الإصابة بالمرض في أوروبا قد يكون راجعاً إلى الكشف المبكر والعزل.
وأوضحت مسؤولة الصحة العالمية: «نحن بحاجة للبناء على ذلك، ونعتقد اعتقاداً راسخاً أنه إذا واصلنا القيام بذلك، سنكون قادرين على الحفاظ على هذا التراجع في حالات الإصابة».
هناك إشارات مبكرة على أن معدلات الإصابات الجديدة تتباطأ أيضاً في بعض المدن الأميركية الكبرى التي تتفشى فيها الأوبئة، وخاصة مدينة نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو. سجلت الولايات المتحدة متوسطاً يومياً في حالات الإصابة بلغ 337 حالة جديدة الأسبوع الماضي، بانخفاض حوالي 25% عن الأسبوعين السابقين، وفقاً للمتوسط الذي سجلته صحيفة «واشنطن بوست» في سبعة أيام، على الرغم من تحذير المسؤولين من الإفراط في التفاؤل.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سينديكيت»