تستعد كاليفورنيا للاقتراب من حظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين فقط بحلول عام 2035، وهي خطوة رئيسية في معركة الولاية المحبة للسيارات ضد تغير المناخ. يأتي تبني السياسة المتوقع من قبل مجلس الموارد الجوية بالولاية خلال اجتماع مقرر يوم الخميس بعد أن حدد حاكم الولاية، جافين نيوسوم (ديمقراطي)، هدفاً في عام 2020 لتنظيف أسطول السيارات في كاليفورنيا.

ستحدد اللائحة المقترحة مواعيد نهائية صارمة لتحقيق هذا الهدف، مما يجبر صانعي السيارات على زيادة إنتاج السيارات الأنظف بشكل كبير، بدءاً من عام 2026، حتى تصبح سيارات الركاب الخالية من الانبعاثات، والشاحنات الصغيرة، وسيارات الدفع الرباعي، وأيضا عدد محدود من السيارات الهجينة الإضافية هي فقط المسموح ببيعها في الولاية بحلول عام 2035.

وقد أعلن ليان راندولف، رئيس مجلس الموارد الجوية، عن اقتراح من أجل تحقيق «انخفاض بنسبة تزيد عن 50% في التلوث الناجم عن السيارات والشاحنات الخفيفة بحلول عام 2040»، وتقريب الولاية من مستقبل خالٍ تماما من الانبعاثات. هذه الخطوة من قبل الولاية لا تعني حظر بيع أي سيارات مستعملة، وسيظل أصحاب السيارات القديمة التي تستهلك الكثير من الغازات قادرين على القيادة في طرق كاليفورنيا.

قالت «كاثي هاريس»، المدافعة عن المركبات النظيفة والوقود في «مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية»: «سيساعد هذا على تسريع عملية الانتقال وإعطاء إشارة بأن العملاء والولايات على استعداد لهذا التحول بسرعة». تتمتع كاليفورنيا، المشهورة (أو التي لها سمعة سيئة) فيما يتعلق بثقافة القيادة والطرق السريعة المزدحمة، بنفوذ كبير على صناعة السيارات بأكملها.

يسمح الإعفاء الفيدرالي بموجب «قانون الهواء النظيف» للولاية بفرض معايير أكثر صرامة فيما يتعلق بالانبعاثات، مقارنة بما تتطلبه وكالة حماية البيئة الفيدرالية، حيث اختارت أكثر من 12 ولاية أخرى استخدام المعايير التي حددتها كاليفورنيا في الماضي. وكان الإعفاء مصدراً كبيرا للتوتر بين الولاية والرئيس دونالد ترامب. وقام نوابه في وكالة حماية البيئة بتجريد كاليفورنيا من حقها في وضع معاييرها الخاصة لأنبوب عادم المناخ حتى قامت إدارة بايدن بإعادة هذا الحق في وقت سابق من هذا العام. ومن المقرر أن تقوم الولاية بإرسال القاعدة المقترحة إلى وكالة حماية البيئة للموافقة النهائية.

من جانبها، أصدرت إدارة بايدن قواعد أكثر صرامة على مستوى البلاد العام الماضي للسيارات الجديدة وسيارات الدفع الرباعي المصنوعة حتى عام 2026. يأتي الإطار الزمني الصارم لولاية كاليفورنيا بعد فترة وجيزة من توقيع بايدن على حزمة المناخ والتي يتم بموجبها إنفاق عشرات المليارات من الدولارات لتسريع الانتقال إلى السيارات الكهربائية من خلال تقديم الإعفاءات الضريبية السخية لمشتري السيارات والحوافز لشركات صناعة السيارات لنقل خطوط الإنتاج الخاصة بهم إلى الولايات المتحدة وتوسيع العمليات. لكن يمكن أن تكون لوائح الولاية أكثر تأثيرا. فهي ترسل إشارة واضحة إلى صناعة السيارات مفادها أن جزءاً كبيراً من سوق السيارات في البلاد سيكون مغلقاً أمام أنواع كثيرة من المركبات التي تعمل بالبنزين في وقت قصير نسبياً.

ونظراً لأن الصناعة تعلن عن خطط لمصانع البطاريات ومصانع التجميع ونماذج كهربائية جديدة في الولايات المتحدة، فإن خطوة الولاية تشجع شركات صناعة السيارات على إحداث تقدم بشكل أكبر. قال «سكوت هوشبيرج»، مفوض النقل في مركز التنوع البيولوجي: «إنها صفقة كبيرة». لكنه حذر من أن الولاية يمكن أن تتحرك بشكل أسرع، وأننا «كنا نود أن نرى القاعدة تتوسع أبعد من ذلك بكثير».

وأضاف هوشبرج أن من بين عيوبها الافتقار إلى الحوافز للمجتمعات ذات الدخل المنخفض والمعايير المتساهلة للغاية لتنظيف الانبعاثات من محركات الاحتراق الداخلي التي تم بيعها قبل أن يصبح الأسطول يعمل بالكهرباء بالكامل. تتمتع كاليفورنيا بإرث طويل يتعلق بإجبار شركات صناعة السيارات على زيادة كفاءتها. بالنسبة للعديد من السيارات الكهربائية، فإن قائمة الانتظار لشراء سيارة هي قائمة طويلة.

فلا تزال شركات السيارات التي تستثمر مليارات الدولارات في صنع سيارات كهربائية وتلبية هذا الطلب متخوفة من الجدول الزمني السريع الذي تحدده كاليفورنيا. قال جون بوزيلا، الرئيس والمدير التنفيذي لـ«التحالف من أجل الابتكار في مجال السيارات»، وهو مجموعة تجارية تمثل شركات صناعة السيارات: «على الرغم من هذا الاتجاه الإيجابي، فإن تفويضات بيع السيارات الكهربائية في كاليفورنيا لا تزال صارمة للغاية - حتى في ولاية كاليفورنيا في ظل عقود من السياسات الداعمة للسيارات الكهربائية - وستكون صعبة للغاية. هذه مجرد حقيقة».

وأضاف أن إمكانية تحقيق أهداف الولاية أم لا يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك «التضخم، والبنية التحتية للشحن والوقود، وسلاسل التوريد، والعمالة، وتوافر المعادن المهمة للصناعة وتسعيرها، والنقص المستمر في أشباه الموصلات». لكن كاليفورنيا لا تريد الانتظار. في مواجهة حرائق الغابات المستعرة والجفاف القمعي وارتفاع مستوى المحيطات، تتعرض الولاية بالفعل لضربة شديدة من آثار تغير المناخ لأسباب من صنع الإنسان.

وقد حثت الكوارث المسؤولين هناك على العمل بقوة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ويأمل قادة الولاية أن يؤدي استبدال السيارات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود بالسيارات الكهربائية إلى التخفيف من الضباب الدخاني فوق لوس أنجلوس والمراكز الحضرية الأخرى.

إيفان هالبر*

*صحفي متخصص في الطاقة

دينو جراندوني**

**صحفي متخصص في قضايا البيئة وتغير المناخ.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سينديكيت»