جاء منح السلطات الصحية في دولة الإمارات يوم الأحد الماضي، لتصريح بالاستخدام الطارئ للتطعيم الذي تنتجه شركة مودرنا، ليضيف سلاحا مهماً عالي الفعالية إلى ترسانة التطعيمات المتاحة حالياً في الدولة لمكافحة فيروس كوفيد-19.

ويتشابه تطعيم «مودرنا» هذا مع تطعيم «فايزر- بيونتك»، في التكنولوجيا البيولوجية التي بنيا عليها، أي تقنية الحمض النووي الرسولي (mRNA)، والتي تعتمد على إدخال تعليمات وراثية لداخل الخلايا لإنتاج أجزاء من الفيروس، تحفز بالتبعية جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة تهاجم الفيروس الحقيقي عند دخوله للجسم. ويتميز تطعيم «مودرنا»، والذي يحتاج لجرعتين، بنسبة كفاءة وفعالية تصل إلى 94%، مما يجعله من أكثر التطعيمات فعالية في منع تطور المرض إلى مضاعفات خطيرة، تتطلب الحجز في المستشفى، وربما الوفاة لاحقاً.

التطعيم الآخر المصرح باستخدامه داخل الدولة، والمطابق في التقنية الحيوية لتطعيم «مودرنا»، والمناهز له في الكفاءة، هو تطعيم «فايزر»، والذي بدأ استخدامه في إمارة دبي في ديسمبر الماضي، وفي إمارة أبوظبي في شهر مايو، فيحتاج أيضاً إلى جرعتين، بفاصل زمني ثلاثة أسابيع، ويمكن استخدامه في صغار السن، بداية من عمر الثانية عشر. أما تطعيم «سينوفارم»، والذي تنتجه المجموعة الصينية الوطنية للتقنيات الحيوية، فيعتبر من أوائل التطعيمات التي منحت التصريح بالاستخدام الطارئ داخل الدولة، وبالتحديد في 9 ديسمبر الماضي، وبموافقة منظمة الصحة العالمية في شهر مايو.

وعلى حسب دراسة أجريت في أبوظبي حيث تم استخدام هذا التطعيم على نطاق واسع، ثبت أن هذا التطعيم يتمتع بفعالية بنسبة 100% في منع الوفيات، وبنسبة 95% في منع الحاجة للحجز في أقسام العناية المركزة، وبنسبة 93% في منع الحاجة للحجز في المستشفيات أصلاً. التطعيمان الآخران المصرح لهما بالاستخدام الطارئ داخل الدولة، هما التطعيم الروسي المعروف باسم «سبوتينك في»، وتطعيم استرازينكا، والذي يطلق عليه أحياناً تطعيم أوكسفورد.

بالنسبة لتطعيم «سبوتنيك في»، فقد حصل على التصريح بالاستخدام في يناير الماضي، بعد ما أثبتت الدراسات التي أجريت داخل الدولة، فعاليه أعلى من 91%، ويتم استخدام هذا التطعيم على نطاق واسع في روسيا. أما تطعيم آسترازينكا، والذي يتشابه في التقنية الحيوية مع التطعيم الروسي، من حيث اعتمادهما على فيروسات شائعة تم إضعافها، ثم إضافة جزء من المادة الوراثية الخاصة بفيروس كوفيد-19 لها، لتحفيز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة. ويتميز هذا التطعيم بفعالية تبلغ 76% بعد الجرعة الأولى، تصل إلى 82% بعد الجرعة الثانية، والتي يمكن تلقيها بعد مرور فترة قد تصل إلى 12 أسبوعاً من تلقي الجرعة الأولى. *كاتب متخصص في الشؤون العلمية.