قريباً سيهل علينا شهر القراءة «مارس» الذي اعتدنا في دولتنا الحبيبة أن يكون مقروناً بشغف المعرفة والمطالعة من أجل آفاق أرحب، وهذه فرصة لتكثيف هذا النشاط في جميع المؤسسات التعليمية والأكاديمية، وأيضاً المؤسسات التنموية التي سيزداد اهتمامها جلياً بالقراءة، خلال مارس. 
رسخ الوطن شهر القراءة كفعالية سنوية أساسية يتم الاحتفاء بها داخل المؤسسات، ورجحت وزارة الثقافة والشباب أن يكون شعار السنة «أسرتي تقرأ»، ومن هذا المنطلق، نستطيع القول بأن قيام الأسر بالتحفيز على القراءة أمر مهم، خصوصاُ أن الأسرة هي النواة الأساسية لتثقيف الأبناء، وترسيخ القراءة كنشاط يومي وعادة معرفية ثابتة. الأسرة هي الساحة المجتمعية الأولى للتنشئة، وبناء منظومة القيم لدى الأطفال، ومن ثم القراءة رافد مهم تستطيع الأسرة من خلاله تشكيل أذهان الأطفال وتربيتهم وتنشئتهم ثقافياً. القراءة مرتبطة بالنشر، فلا ننسى بأن الإمارات العربية المتحدة فتحت أبواب النشر والمبادرات الثقافية، ونقلتها إلى آفاق أرحب، وأطلقت الجوائز والفعاليات المحفزة على الكتابة الإبداعية. وضمن هذا الإطار، عُرفت الشارقة بأنها مدينة للإبداع الثقافي، وهي عاصمة عالمية للكتاب من قبل اليونسكو لعام 2019، لأنها تضع الثقافة في صميم استراتيجيتها الإنمائية، ضمن نهج مؤسسي متواصل يُعلي شأن التراث وصنوف الأدب والإبداع.
وقدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسابقة «تحدي القراءة العربي»، التي تندرج ضمن «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ويتم إطلاق هذه المبادرة سنوياً لكافة الطلبة والطالبات في مختلف البقاع والأوطان وتستهدف التلاميذ من الابتدائية إلى الصفوف الثانوية وذلك للقيام بالقراءة والتلخيص والتحليل والنقد. ومن الأهداف السامية لهذا التحدي تعزيز الوعي الثقافي لدى الطلبة لتوسيع آفاقهم، وتعزيز رؤيتهم نحو المستقبل، وأيضاً تنمية مهارات التعلم الذاتي للطفل، وهذا يسهم في توسعة مداركه في بحور اللغة العربية بما يزيد من فرص التعبير بها بطلاقة. وهذه المسابقة تضمن تشجيعياً أدبياً كبيراً للمتسابقين، فعلى مدار السنوات الأربع الماضية يتم الإعلان عن اسم الطالب الفائز، ما يجعل الطلبة المتسابقين للسنة الحالية في أوج الحماسة والشغف بمزيد من الاطلاع.
نحن في وطن عظيم يزخر بالإبداع الثقافي، فأهلاً بكَ يا شهر القراءة.