في أكتوبر الماضي، ولدت طفلة أميركية تدعى «موُلي جيبسون» بعد أن تم تجميدها كجنين عام 1992، أي قبل 27 عاماً. وبذلك تكون «موُلي» قد حطمت الرقم القياسي لجنين يُولد بعد تجميده بعشرات السنين، وهو الرقم الذي كانت تحمله سابقاً أختها الكبرى «إيما» التي تم تلقيحها وتجميدها في الوقت نفسه مع أختها الصغرى، ولكنها ولدت عام 2017. وتبنى الأختين زوجان، كانا يعانيان من العقم لسنوات، ولكنهما فضلا تبني أجنة بدلاً من أطفال تمت بالفعل ولادتهم، ثم حملت كلاهما الزوجة التي لا تنجب، داخل رحمها تسعة أشهر، وَهْنًا عَلَى وَهْن، علماً بأن الزوجة نفسها، كانت تبلغ من العمر عاماً واحداً عندما تم تجميد أجنة الأختين. هذه العملية الجديدة نسبياً على الطب الحديث، بما تحمله من معضلات أخلاقية، وتعرف بتبني الأجنة (Embryo Adoption)، هي نتاج (الأجنة الزائدة)، التي تنتج من عمليات التلقيح الاصطناعي أو الخارجي والمعروف عامة بأطفال الأنابيب. في هذا الأسلوب، يتم تلقيح عدة بويضات، لتكوين عدة أجنة، بعضها يكون زائداً على حاجة الزوجين الذين خضعا للعلاج. هذه الأجنة الزائدة، يتم تجميدها، لتستخدم لاحقاً في عدة مجالات، مثل الأبحاث الطبية المتعلقة بالخلايا الجذعية أو خلايا المنشأ ذات الأصل الجنيني.
ويوجد مليون جنين مجمد في الولايات المتحدة وحدها، وربما عدد مماثل أو أكبر في باقي دول العالم. مصير ومستقبل هذه الأجنة غير واضح، وقد يتم التخلص من جزء لا يستهان به منها. وهو ما دفع بعض المؤسسات الدينية إلى إنشاء مراكز متخصصة في منح تلك الأجنة للتبني، مثل المركز الوطني الأميركي للتبرع بالأجنة (National Embryo Donation Center)، والذي أشرف على تبني «مُولي وإيما» من الزوجين العقيمين. وعلى حسب إحصائيات المركز، تم تبني أكثر من 1000 جنين حتى الآن، بمعدل 200 جنين سنوياً، وهو الرقم المرشح للزيادة لأسباب عملية ومالية.

وجدير بالذكر أن الأختين «مُولي وإيما» هما شقيقتان بالوراثة، حيث إنهما من نفس الأب والأم، ولكن لا يرتبطان بيولوجياً بأي وجه من الوجوه من الأبوين اللذين تبنياهما، بما في ذلك الزوجة التي حملت كلاهما خلال فترة الحمل.