الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات الكهربائية «طوق نجاة» لهواء نقي

السيارات الكهربائية تصل سرعتها إلى 60 ميلاً في غضون 2.5 ثانية (أرشيفية)
10 أكتوبر 2020 00:14

حسونة الطيب (أبوظبي)

صدمتان تعرض لهما سوق السيارات العالمية خلال العقدين الماضيين، الأولى بسبب الأزمة المالية العالمية في 2008، بينما الثانية بسبب تراجع المبيعات في الصين.
وفي الآونة الأخيرة، من المرجح مواجهة السوق لتراجع غير مسبوق بنسبة تصل لنحو 23% خلال هذه السنة، حيث أدت إجراءات الإغلاق التي تم تطبيقها للحد من انتشار فيروس كورونا، إلى قفل أبواب مصانع إنتاج السيارات حول العالم، فضلاً عن إحجام المستهلك عن الإنفاق.
وليس من المتوقع، تحسن الأحوال خلال العقد المقبل 2030 – 2040، حيث يحجب انتعاش السيارات الكهربائية، الرؤية عن سوق السيارات العالمية، ما يقلل الحاجة بنسبة كبيرة لامتلاك سيارة خصوصية.
وبهذا السيناريو، من المنتظر أن تشكل السيارات الكهربائية، المحرك الرئيسي للنمو، لتلبي حاجة الطموحات الحكومية باستنشاق هواء نقي في المدن، بينما تعمل أيضاً بطريقة أكثر سهولة مع تقنية السيارات ذاتية القيادة. وفي أبسط صورة لها، تتكون السيارة الكهربائية من، جهاز لتخزين الطاقة لتغذية المحرك الكهربائي، الذي يساعد العجلات على الدوران عبر ناقل الحركة.
وباختراعها للمرة الأولى في القرن التاسع عشر، خسرت السيارات الكهربائية المعركة لصالح السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، حيث باتت غير قادرة على منافسة كثافة طاقة البنزين.
وبعد مرور 20 سنة، تمكنت السيارات الكهربائية بفضل بطارية أيون الليثيوم، من تحقيق نمو تصاعدي، كحل لتقليص الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة، بحسب وورلد أوف رينيوابلز.
وبينما كانت لا تتعدى محيط ألعاب الأطفال، تقدم السيارات الكهربائية اليوم مدعومة بنحو 15 عاما من التطوير، تقنية وأداء متقدما للسيارات، وسرعة تصل 60 ميلاً في غضون 2,5 ثانية ووظائف للقيادة الذاتية. وتكاد السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية والتي تتميز بانعدام الانبعاثات الكربونية، تسيطر على الموقف، حيث أضحت محط تركيز الشركات الناشئة.
وتقدم السيارات الكهربائية الهجين، حلاً قصيراً ومتوسط المدى، مما يقلل المخاوف الأولية المتعلقة بالمسافة التي تقطعها.
وسط عدم اليقين الاقتصادي والبطالة، يعتبر قطاع السيارات واحدا من بين أكثر القطاعات التي تأثرت بفعل كوفيد19، حيث تراجعت مبررات اقتناء السيارات للملايين من الناس، في ثاني أكبر صنف من ناحية الشراء بعد المنازل.
تشترك كافة السيارات الكهربائية، في نفس الغرض الذي يتمثل في تحويل الطاقة الكهربائية، إلى طاقة ميكانيكية، إلا أنه توجد أنواع مختلفة من المحركات التي اشتقت اسمها من طريقة تصنيعها وأسس تشغيلها أو حتى من تقنية التحكم المستخدمة فيها.
ويتوقع  خبراء أن ينتج عن انتعاش السيارات ذاتية القيادة، تأثير بالغ على سوق السيارات العالمية، في الوقت الذي توفر فيه الحركة اليومية للناس كخدمة، بتكلفة أقل من امتلاك سيارة خصوصية.
على جانب آخر، وبينما كانت سوق السيارات الصينية تستخدم كاثود بطارية فوسفات – حديد الليثيوم حتى العام 2018، بدأ الآن التخلص التدريجي من هذا النوع من البطاريات، حيث باتت تشكل 3% فقط في العام الماضي.
وبصرف النظر عن تراجع الحصة السوقية لمواد مثل، الكوبالت، فإن الاتساع السريع في سوق السيارات الكهربائية، سيدفع بعجلة الطلب على الكوبالت ومواد أخرى كثيرة، على مدى ال 10 سنوات المقبلة.
من المتوقع بجانب البطاريات، زيادة الطلب على المحركات التي تعمل بالكهرباء خلال العقد المقبل، ليس فقط من جانب المبيعات الكلية للسيارات، لكن أيضاً من جانب، انتعاش السيارات التي تستخدم أكثر من محرك، خاصة الفاخرة والثقيلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©