لم تكن مباراتا السوبر الإماراتي القطري لقاءين كرويين عاديين مثل غيرهما من البطولات أو اللقاءات الودية التي اعتدناها في «روزنامة» البطولات العادية، والتي ألفناها في تاريخ البطولات التي تجمع أندية بلديْنا، وإنما كانت فرحة استثنائية؛ لما للعلاقات التي تربط البلدين والتي امتدت جذورها إلى زمن بعيد.
وأسهمت كرة القدم خاصة والرياضة عامة في الحفاظ على عمق تلك العلاقة، بل وازدادت صلابة في اللقاءات التي جمعت منتخبات وأندية البلدين في مختلف البطولات الرياضية.
وأُقيمت مباراتا السوبر الإماراتي القطري بين بطلي الكأس والدوري الشارقة والعربي، وشباب الأهلي والدحيل، وتقاسم البلدان البطولتين، بفوز العربي بالكأس، وشباب الأهلي بالدرع، وسط أجواء احتفالية جماهيرية قلما نشاهد طرفي اللقاء الفائز والخاسر بهذه الفرحة، وكأنهما خرجا من سهرة فنية، وليس لقاءً رياضياً يسعى الطرفان إلى الفوز به، وردود الخاسر بعدها.
وشكراً للقائمين على هذه المبادرة من اتحادي كرة القدم في البلدين، ورابطتي دوري المحترفين فيهما، وإلى الجماهير الذين زينوا مدرجات اللقاءين، والزخم الإعلامي الذي رافقهما، والمبادرات التي شهدتها المباراتان، والتي عززت التلاحم الرياضي بين فرق ومنتخبات البلدين وجماهيرهما الذين أضافوا إلى قوة المنافسة بهجتها، وإلى تفاعل الجماهير رونقها في مدرجات ملعبي المباراتين، بعيداً عن الشعارات الأخرى المتعارف عليها في مدرجات كرة القدم.
واحتفالية ما قبل بداية صافرة الحكم في المباراتين، جسدت العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين وإرثهما الثقافي والفني، وزينت مباراة دبي مبادرة شباب الأهلي في ارتداء لاعبيه القمصان التي تحمل عبارة زوروا قطر، وغيرها من المشاهد غير المألوفة في اللقاءات التنافسية في مثل هذه المنافسات، وإن كانت ودية.
والرياضة تعزز دائماً علاقات الدول، والأندية والمنتخبات تسهم في المودة والمحبة والعلاقات الأسرية بين الشعوب.
وشكراً لكل من فكر في هذا اللقاء ولمن دعمه، ولمن اجتهد ليخرج بهذه الصورة، وبما حملته من رسائل كانت سبباً في نجاحه.