من المتوقع، أن تنتهي اليوم تقلبات الحالة الجوية التي تشهدها الدولة منذ يوم الأحد الماضي. وحرصت مختلف الجهات الرسمية المعنية على طمأنة الجمهور على جاهزيتها الكاملة للتعامل معها، مع توضيح الإرشادات الخاصة بالسلامة لضمان عدم تأثرهم بها بصورة قد تضر بهم أو بممتلكاتهم.
جددت وزارة الداخلية التأكيد بالمناسبة على أن «سلامة المجتمع وحماية الأرواح والممتلكات في صدارة أولوياتها، داعية الجمهور لضرورة التزام توجيهات الجهات المعنية واشتراطات وإرشادات السلامة خلال فترة تقلبات الحالة الجوية وعدم تداول الإشاعات، واستقاء الأخبار من مصادرها الرسمية».. وكان المركز الوطني للأرصاد حذر مبكراً ومنذ أيام عدة من تأثر الدولة بحالة عدم استقرار جوي نتيجة لامتداد منخفض جوي سطحي من الجنوب الغربي تصاحبه رياح جنوبية شرقية رطبة مع امتداد منخفض جوي علوي مصحوب بتيار هوائي من الشمال الغربي، وقد حدد الأيام التي تبدأ فيها الحالة ومتى تتعمق، ومع هذا كان بعضهم يصرّ على تجاهل التحذيرات، بينما كان بعضهم الآخر يقلل من جهود تلك الجهات والدور الكبير الذي تقوم به لضمان سلامة الجميع.
وشاهدنا بعضهم على منصات التواصل الاجتماعي يقوم بنقل معلومات غير صحيحة، بل ويرفق معها مقاطع مصورة وفيديوهات قديمة لا لشيء سوى اجتذاب اهتمام المتابعين ولفت أنظارهم ولو بأخبار غير حقيقية تفتقر للمصداقية. بل إن بعض هذه المقاطع كانت لمناطق ليست في الإمارات.
أمثال هؤلاء ممن يثيرون القلق والمخاوف ويتسببون في بلبلة الرأي العام، مطلوب ردعهم باتخاذ إجراءات حازمة بحقهم، خاصة أنهم لم يمتثلوا لتحذيرات وتنبيهات سابقة في أعقاب مواقف مماثلة، والأمثلة كثيرة.
الجهات المختصة في سباق مع الزمن خلال هذه الظروف غير الاعتيادية وتبذل مجهودات استثنائية، سواء فيما يتعلق بمعدات ومركبات الطوارئ وفرق الإسعاف والإنقاذ والتدخل السريع أو ما يخص التوعية بإجراءات السلامة والتحذيرات التي تطلقها على مدار الساعة، خاصة من النزول أو القيادة في مجاري الوديان وتجمعات المياه.
جهود كبيرة واستثنائية تتطلب منا جميعاً الالتفاف حولها والتفاعل معها بأبسط الأمور، وهو الالتزام التام بتلك التعليمات، وفي الوقت ذاته متابعة البيانات الرسمية التي تصدر عن جهات الاختصاص، وعدم الانسياق وراء الإشاعات والأخبار المغلوطة وغير الدقيقة. تجارب عدة مرت بنا يفترض أن تكون قد رفعت من درجة وعي بعضهم المستهتر وغير الملتزم ونسأل السلامة للجميع، وشكراً لرجال الطوارئ.